حفريات المعرفة وطبيعة القوة الذاتية لا تأتي بالخطابات الرنانة التي لا تأتي من قناعات وفضيلة وعفة وحكمة و شجاعة تحت غطاء الشرعية بعيدا عن الميل و الحيف والتحدي. إذ يعتبر الزواج عقد تنازلات من الطرفين وليس كالرمل المتحرك كلما زحف أحدهما بعدت عنه المسافة. فالمدونة المزعومة هي في الأصل مقاربة لإفساد المنظومة الأسرية. أحيانا في لحظات يأس يأتي مسؤول صغير عن المنصب الذي يزاوله فيتجاهل تماسك و مصير شعب كامل من غرض نشر الفتن والتفاهات. – فمن المنظور الديني تعتبر تحديا سافرا للتشريع الرباني المحكم وخلخلة للمجتمع المغربي المسلم. قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ. – و من الناحية السياسة إلهاء المواطنين بحياتهم الخاصة من غرض إبعادهم عن الشأن العام، هكذا يتم تمرير القوانين المجحفة التي تخدم مصالحهم الشخصية. – ومن الجانب الدبلوماسي تثمن الخضوع والتفاعل مع معاهدات المنظمات الدولية الفاسدة. – ومن الرؤية الديموغرافية السكانية المستقبلية ستطرح إشكالية بارتفاع نسبة الشيخوخة المبكرة”. – ومن منظور علم الإجتماع رصاصة قاتلة الهدف منها هدم الثوابت والقيم الأسرية. – ومن زاوية علم النفس تعميم العزلة و القلق و الإكتئاب الذي يؤدي إلى الإنتحار. في الوقت الراهن لا يمكن تفسير هذا الإنحراف إلا بعجز السياسيين عن الوصول إلى حلول و نتائج قارة لمشاكل الشعب الإقتصادية . هذه الحكومة الرأسمالية تستخدم الثقافة الغربية والإعلام و الطرق المثيرة للجدل في إدارة المنظومة التعليمية لإدامة الهيمنة الايديولوجية على الطبقات الفقيرة الهشة، من خلال تحويل القيم البرجوازية الفاسدة إلى معايير عالمية أنتجت نظاما مؤسساتيا خارج البيئة الإسلامية. يستعملون الدفع بالأخطاء موضع اختبار وتجارب، إذ تبين هذه الأحداث الطابع التراجعي للوضعية من باب تضارب المصالح الشخصية وتقديم الولاء للإملاءات الخارجية. التي تفرض علينا نهج المسار التدريجي في تفكيك البنية الأسرية والإمتثال والخضوع و إدماج إيديولوجيات فاسدة لا معنى لها على المستوى الفكري في الطريق الخطأ. إذ تتعمد طمس الوعي الطبقي وتقديم الثقافة الاستهلاكية في طبق من ذهب لمحو الوعي الطبقي من الذهون، هكذا يصبح الفرد يركز على تحقيق رغباته الشخصية بدلاً من التفكير في التغيير الجماعي.