كتبت نجوى نصر الدين
إنَّ الواقع الذي نعيشه اليوم يثير في النفس الكثير من الحزن والأسى. ففي وقتٍ يعيش فيه المسلمون في أنحاء متفرقة من العالم تحديات جسيمة، نجد أن كثيراً من أبنائنا وبناتنا قد انشغلوا بأمور لا تخدم دينهم ولا أمتهم. أصبح همهم الوحيد هو متابعة نتائج المباريات الرياضية، والتفاصيل الدقيقة عن حياة المشاهير، في الوقت الذي يغفلون فيه عن القيم التي يجب أن تظل مرشدتهم في حياتهم.
من المؤسف أن نرى جيلاً يركض وراء المتعة الزائلة ويتنكر لقيمه الأصيلة. أين هم من تذكر الله؟ أين هم من الانشغال بالعلم والعمل من أجل رفعة دينهم؟ لا شك أن التفاعل مع الأمور المادية شيء طبيعي، ولكن عندما يصبح هذا هو الشغل الشاغل للإنسان، وعندما ينسى دوره في حماية القيم وحمل رسالة الإسلام، فإن ذلك يعد خسارة حقيقية.
يا أبناء الإسلام، يجب أن نتذكر دائماً أننا مسؤولون أمام الله أولاً وأخيراً. يجب أن نخجل من أن تكون عيوننا مشدودة فقط نحو ما يلهينا عن واجبنا الديني. نحن مدعوون للدفاع عن ديننا بكل ما أوتينا من قوة، وأن نرفع راية العلم والتقوى، وأن نحمي القيم الإسلامية من التحديات التي تطرأ عليها من مختلف الجهات.
ينبغي أن نكون سفراء للحق، وأن نرد على المغالطات التي يروجها الكفار والمنافقون. لا ينبغي لنا أن نسمح لأعداء الإسلام بتشويه صورته أو نشر أفكار خاطئة عنه. يجب أن نكون واعين ونفهم دورنا في نشر العلم، وتأكيد قيم الإخاء، والعدالة، والتسامح، التي يعتبرها الإسلام أساساً للحياة السليمة.
وفي النهاية، يجب أن نذكر أنفسنا بأن هذه الحياة ليست سوى فترة قصيرة، وأننا جميعاً راحلون، ولكن الأثر الذي نتركه من خلال أعمالنا الصالحة، ودفاعنا عن ديننا، وتفانينا في نشر الخير، هو الذي سيظل بعدنا. فلنحرص على أن يكون لنا في هذه الدنيا تأثير إيجابي يدوم بعد الرحيل.
تحياتي
نجوي نصر الدين