كتب/أيمن بحر
يطلق اسم الصعاليك على جماعة من الناس العرب القُدامى، حيث عاشوا فى الجاهلية قبل الإسلام وذاع صيتهم فى الجزيرة العربية كلها، وهم من قبائل مختلفة من العرب خرج كل واحد منهم على سلطة القبيلة ورفض عاداتها وواجباتها واختار العراء سكنًا له خاصة بعد طردهم من قبائلهم لمعارضته لحكم القبيلة، حيث كان معظم صعاليك الجاهلية شعراء مجيدين كتبوا العديد من القصائد من عيون الشعر العربى ومن أهم شعراء الصعاليك الشنفرى السليك بن سلكة عروة بن الورد وتأبط شرا
خصائص شعر الصعاليك
كان شعراء الصعاليك من فحول الجاهليين حيث كان الشاعر يعكس حياته ويكتب عن تجربته وواقعه الذى يعيشه وهذا ليس غريب عن خصائص شعرهم فهم عاشوا حياة قاسية فى العراء منبوذين ومعرضين لشتى أنواع الخطر ومطاردين من قبائل ومسفوكى الدماء بين القبائل ولهذا كان لهم أثر كبير في شعرهم ولابد أن تنعكس على طبيعة ألفاظهم ومواضيعهم وقصصهم التي كانوا يسردونها ويكتبونها شعرًا، فكان شعر الصعاليك تعبيرًا من قلوبهم عن حياتهم التي كانوا يعيشونها وعن شخصياتهم ونفسياتهم وبطولاتهم وشهامتهم.
كان شعر الصعاليك وأدبهم عبارة عن مرآة تعكس الحالة الشعورية النفسية التي طغت عليها الحزن والألم من جور الحياة وقساوتها وهذا كل دفعهم إلى انتقاء ألفاظ موغلة في الوعورة والخشونة، لتبين شدة غلظة نفوسهم التي أجبرتهم الحياة عليها دون إرادتهم.
مفهوم الصعلكة.
الصعلكة هو مسمى مأخوذ من قولهم تصعلكت الإبل إذا خرجت أوبارهم وانجردت والأصل اللغوى هو الفقير الذي تجرد من المال وانسلخ من جلده الآدمي ودخل في جلد الوحوش الضاربة، وكان هذا التعريف اللغوى يقع في دائرة الفقر فالصعلكة فى الاستعمال الآدمي لا تعنى الضعف بالضرورة لأن هناك فئات من الصعاليك تمردوا على سلطة القبيلة وثاروا على الظلم والقمع والاستلاب الذى تمارسه القبيلة على طائفة من أفرادها وأطلق عليهم مسمى ذؤبان العرب تشبيهًا لهم بالذئاب.
وهناك العديد من العوامل الجغرافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى بروز ظاهرة الصعلكة فى الصحراء العربية أثناء العصر الجاهلى والعامل البيئي كان له دور كبير فى بروز تلك الفئة نظرًا لقسوة الصحراء وشحها بالغذاء إلى درجة الجوع الذي يهدد الإنسان بالموت.
فئات الصعاليك.
تُعني كلمة الصعلوك فى المعجم الفقير الذى لا يملك مال يساعد