شهدت القاهرة انطلاق فعاليات الدورة الثانية من الملتقى السنوي لمراكز الفكر في الدول العربية تحت شعار: “نحو آلية عربية لمواجهة التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإرهابية”. وخلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الوزير المفوض الدكتور علاء التميمي، مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية، أكد على أهمية تعزيز التعاون العربي لمواجهة التحديات الناجمة عن استغلال التكنولوجيا الحديثة في تقويض الأمن والاستقرار.
تحديات متنامية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي
وفي كلمته، أشار الدكتور التميمي إلى أن التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي تحمل في طياتها فرصاً هائلة للتقدم، لكنها في الوقت ذاته تثير مخاطر متزايدة تتعلق بالأمن السيبراني والخصوصية، فضلاً عن استغلال الجماعات الإرهابية لهذه التقنيات. وأوضح أن الجماعات المتطرفة تستغل أدوات مثل التزييف العميق والطائرات المسيرة في نشر الدعاية والتخطيط لهجمات متطورة، مما يستدعي استجابة عربية موحدة.
نحو آلية عربية لمواجهة التهديدات
أكدت الكلمة على أهمية إنشاء آلية بحثية عربية مشتركة، تهدف إلى دراسة المخاطر الناتجة عن استغلال الذكاء الاصطناعي في الأنشطة الإرهابية، وتطوير حلول مبتكرة مبنية على البحث العلمي. ودعا التميمي إلى تعزيز التنسيق بين الحكومات ومراكز الفكر العربية لوضع أطر قانونية وأخلاقية تضمن الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.
دور مراكز الفكر في مواجهة التحديات
شدد الدكتور التميمي على الدور المحوري الذي تلعبه مراكز الفكر في تعزيز الأمن الفكري وبناء اقتصاد معرفي مستدام في العالم العربي. واعتبر أن التعاون المعرفي بين هذه المراكز يمثل سلاحاً فاعلاً للتصدي للمخاطر المستقبلية، مشيراً إلى أهمية تبني أجندة بحثية عربية مشتركة لدعم التحول الرقمي وتحقيق التنمية المستدامة.
دعوة لتوصيات عملية
اختتم التميمي كلمته بالتأكيد على أهمية أن يخرج الملتقى بتوصيات قابلة للتنفيذ تسهم في تحقيق التوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والحد من مخاطره. وأعرب عن أمله في أن يكون الملتقى منصة لإطلاق رؤية متكاملة تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
يستمر الملتقى على مدار يومين، بمشاركة نخبة من الخبراء وصناع القرار العرب، وسط تطلعات لتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الرقمية المتنامية.