في واقعة مزدحمة بالوجع سقطتْ آخر قلاعي الصّامدةُ اضطربت أفكاري …تأرجحت من هول المشهد .. قلّ الرّفقةُ وأنا أعبر طريقي إلى الحقيقة . لم يبق غيرُ ما يكفي من مشاعرَ وبوصلة لا تتّجه إلى فراغ .. يتضاعف عطشي .. كلّما شقّ عليّ الطّريق ، أسعى خلف ماءِ سرابٍ طاب طعمُه .. أحتاج إلى مناغاة الأنجم بكلمات تهذي ! ألعن الضّوءَ إن لم تكن موجودا في حضرته . أمجّد خصالَ اللّيل ، خيمةَ العشّاق القديمة . إنّ ما بقيَ لي منّي لا يستر عوراتي فهلّا خسفتِ يا قصائدَ بعدد ورق الشّجر لتواري عُريَ فؤادي …!!! فيا شجيَّ البوحِ ، قل أنت بيتا ولك في ذمّتي أبياتٌ ولينبلجْ منّا البوحُ انبلاج صبح لا يتوقّف ، وقد اتّخذنا في الزّهد طريقا عجبا .. أيكون الحزنُ دائما من علامات الرّضا ؟! سبحان الذي ما نام وما سها فجعل اللّيلَ حافظا لسرّ الأنفس وحارسا أمينا على أعين اكتظّت بالعَبرات كما يتعهّد قلبٌ صالحٌ تكحّل بالسّهاد نبضَه المتعبَ بسبحة الخافقَين .. أعزف بمهارة ، تفاصيل أحجية مدهشة بريشة من غصن مجنون فلا يخدعنّكم الرّحيلُ ولا يغرّرنّ بكم دفقه المحزون ! رصيف حرفي متألّق وإن كان لباسه الحزن … يحكي كيف تبنى من الانكسار وجوه جديدة تُبعث للوجود مع أنّي مازلت لا أعرف ، أوحي يُوحى إليّ ؟! أم هو من مسترقات سمع القرين لما يتفجّر من أعماقي من آلاف السّنين ؟!