العدالة أن تسير وفي يدك حقيبة سوداء تحمل فيها مظالم الناس رزما رزماً، وتحفظ كل الأسماء التي بداخلها عن ظهر قلب وكل الإجراءات التي قمت بها وكم منها تم إنصافهم.. وعندما تصعد روحك للسماء تنادي المغسلين منفزعاً إياكم أن تبتل أوراق الحقيبة فتتلف، لأني بحاجة لمراجعتها قبل الامتحان. العدالة أن تعطي للعامل أداة وللمزارع فأساً وللمرأة صنارة وللصياد بحراً ومركباً .. ثم تعلمهم كيف السبيل، وعندما يذهبون للعمل في النهار، تذهب أنت إلى الليل، لتقلب الأوراق كم فأساً تعطل وكم صنارة كسرت وكم مركباً أصابه العطب، فلا تخلد للنوم حتى تضمن لهم البديل، كي يضمنوا لهم مستقبل، فيبنون معك وطن. العدالة أن تذهب للشباب والخريجين قبل أن يأتوك ليسألوك. تمازحهم كي تكتشف مهارتهم، وتناقشهم كي تتعرف على أفكارهم، ثم تعلمهم رسم الطريق، كي لا يحبطوا فيهاجروا ويتركوك وحدك، وأنت بحاجة لهم في مشوار المقاومة الطويل. العدالة أن لا صوت يعلو فوق صوت القضاء، وأن يكون لديوان المظالم قصراً آمناً، يتفقده رئيس الوزراء كل صباح قبل أن يذهب لاتخاذ قرارات جديدة. العدالة منهج حياة، إذا سكنتك أضاءت لك الطريق إلى الله والكون، وهي بوصلة تحدد اتجاهك نحو الآخرين. تحياتي نجوى نصر الدين