متابعة عادل شلبى عرضت في مقال الأسبوع الماضي عن حروب الجيل الرابع والخامس، أنواع الحروب والتي تم تصنيف هذه الحروب على أساس أن حرب الجيل الأول كانت الحروب التي بدأت في مصر في عصر الفراعنة، ومازالت رسومها على الجدران والمعابر الفرعونية في الحضارة المصرية القديمة، التي كان أساسها السيف والدرع والعجلات الحربية، وهذا فخر العسكرية المصرية. أول جيش نظامي عرفته البشرية هو الجيش المصري. أما حروب الجيل الثاني فهي التي جاءت بعد اختراع الصينيين البارود للاستخدام في الاحتفالات الصينية حيث تم تطويره للاستخدام العسكري بندقيات والمدافع، والتي تمت في حروب نابليون. أما حرب الجيل الثالث فلقد جاءت مع الحرب العالمية الأولى حيث استخدم أول دبابة ثم استخدام الطائرات المقاتلة، والصواريخ، والغواصات، والمدمرات، وبعدها. جاءت للحرب بالوكالة، التي استخدمتها أمريكا بعد خسارتها في حرب فيتنام، والتي قررت بعد خروجها من مستنقع حرب فيتنام، أن مجلس الأمن القومي الأمريكي قرر عدم الدخول في أي حرب بجنود أمريكيين بعد أن فقدت أمريكا في حرب فيتنام 59 ألفا مقاتل أمريكي. وأطلق على الحرب الجديدة الحرب بالوكالة. يتم بها تنفيذ حروب في أفغانستان، حيث نجح. قادت طالبان. بالسيطرة على الحكم. ظهرشاه، ملك أفغانستان واستولت على الحكم، والآن طالبان في البداية كانت شيوعية إرهابية، فلقد استدعت السوفييت وقادتها العسكرية إلى أفغانستان، الأمر الذي أغضب أمريكا والغرب لوجودهم بالقرب من سواحل النفط والخليج العربي، وتقرر محاربة طالبان في أفغانستان باستخدام أسلوب الحرب بالوكالة عن طريق دعم المجاهدين الأفغانستان بالسلاح والمال. عن طريق بن لادن، وبعد طرد السوفييت قام بن لادن بإنشاء تنظيم القاعدة ومن بطنه جاء مصعب الرزاق ليكون تنظيم داعش الإرهابي في الشرق الأوسط في العراق بعدها ظهرت فكرة حروب الجيل الرابع والخامس كما عرفتها كلية الدفاع في بروكسيل، والتي تقول في مقدمة محاضرة الجيل الرابع والخامس: “عندما نشبت حرب الخامس من يونيو 1967 بين مصر واسرائيل (حرب الأيام الستة) حققت اسرائيل نصراً كبيراً على الجيش المصري وتم تدمير حوالي ٨٠ ٪ من أسلحة وعتاد الجيش المصري. ولكن هل بعد هزيمة الجيش سقطت الدولة المصرية؟ كانت الاجابة لا لأن الشعب المصري خرج وأعاد الرئيس المصري عبد الناصر إلى الحكم بعد أن قدم استقالته، كما دعم الشعب المصري الجيش وسانده. ومن هنا أصبح الفكر الجديد في الحروب أن اسقاط الدولة ليس ضرورياً بالمدفع والدبابة والطائرة بل بهزيمة الشعب من خلال التأثير على فكره بهذه الحرب الجديدة ليفقد الثقة بحكومته وإدارته وجيشه. هذه هي حروب الجيل الرابع وعندما تستخدم التكنولوجيا الحديثة لتنفيذ خطة هزيمة الشعب تصبح حروب الجيل الخامس.” ومن هنا، أصبح أسلوب إسقاط الدولة عن طريق إسقاط الشعب وكان من أهم هذه الأساليب التي تستخدم هي الكتائب الإلكترونية التي أصبحت الآن القوة الضاربة لقوة الحروب حيث يخصص فرد واحد ويقوم بعمل 100 أكاونت أو حساب رقمي ، يجمع فيها كل صفحات الشعب، وخاصة الشباب، وهناك من ينشأ حساب بأسماء معروفة كالنادي الأهلي أو نادي الزمالك أو محمد صلاح وفي هذا الحساب يضع كل ما يخص محمد صلاح أهدافه. وهناك حساب أيضا يجذب فيها السيدات وحساب لأكلة هنية والوصفات الغذائية مثلا، وهناك حساب باسم فنان أو فنانة. وصور افلامهم وحياتهم الشخصية، ثم هناك صفحات دينية تعرض المفاهيم الدينية، وهناك حسابات للموضة والملابس والرياضة للشباب، وغيرها من الحسابات التي تخاطب رغبات كافة أطياف الشعب الشعب، خصوصا الشباب، ومن هذا الحساب يضع من خلاله عرض الأنشطة حسب كل صفحة، ومن خلال هذه الحسابات يتم زج العديد من الإشاعات أو الأخبار الكاذبة. وتظهر أنه يخاطب الشعب من الشباب إلى الكبار إلى ربة المنزل …إلخ، الكل يجري وراء الحساب الذي يحبه، وفي بعض الحسابات، يضع المسيطر من الكتائب الإلكترونية الأخبار المغلوطة والإشاعات التي تسبب البلبلة للشعب لكي يجعله ويكره النظام في الدولة وقد يهاجم بعض مفاصل الدولة، مثل القضاء أو الشرطة او المنابر الدينية السيحية والإسلامية ثم الأعراق المختلفة داخل الدولة مثل أهالي النوبة ومشكلتهم ولعل ابسط مثال على ذلك خلق اشاعات مثل زيادة مدة التجنيد للمؤهلات العليا الى اخره كل هذه الأخبار تخلق غضب الشعب على هذه المؤسسات، وبالتالي بين الشعب والدولة من خلال مؤسساتها . ومن أساليب حروب الجيل الرابع والخامس هو ما يعرف. بأسلوب جماعة الإخوان المسلمين في مصر حاليا، حيث يتم التنبيه على جميع أعضاء الجماعة في المناصب الحكومية في الدولة بتعطيل مصالح الجمهور. على سبيل المثال، عندما. يصل المواطن إلى مكتب لطلب ورقة إدارية من المكتب يكون رد الموظف السيستم عطلان ويقول له تعالى بكره أو الموظف المسؤول لم يأتي والإجابة الشهيرة أصل فلان معها الختم مش موجود وتعالى بكرا… وهكذا. ويتردد المواطن عدة مرات لاستخراج شهادة أو وثيقة وبعدها يشكو أنه ليس هناك دولة ولا كيان، ومن هنا يفقد المواطن. ثقته بالحكومة والدولة. ويأتي بعد ذلك نشر المخدرات، وخاصة بين الشبان ونذكر جميعا، عندما كان وفد الولايات المتحدة يناقش عناصر طالبان في الدوحة لتنظيم عملية انسحاب من افغانستان حين طلبت أمريكا من طالبان عدم الزراعة الحشيش والأفيون وعلى أمريكا تعويض حكومة طالبان عن من أرباحها هذه المخدرات، وواقفت طالبان أيامها على عدم زراعة المخدرات. وبعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، وتولت طالبان السلطة كاملة، وبدأت تزرع المخدرات مرة أخرى، وعند سؤالهم لماذا؟ وكانت الإجابة أن المخدرات هي أكبر سلاح لتدمير الشباب الأمريكي في الولايات المتحدة، الذي هو عدو أفغانستان الأول، لذلك تعتبر المخدرات هي أحد وسائل حروب الجيل الرابع والخامس الذي يدمر المجتمع وخصوصا الشباب. ويأتي السؤال هنا كيف نتصدى لحروب الجيل الرابع والخامس؟ وتكون الإجابة كلمة واحدة التوعية، التوعية، التوعية أولا لكي يفهم الشعب أن الشائعات والأفكار والأخبار الكاذبة هي وسيلة لهدم المجتمع، وأنه على المواطن عندما يرى شائعة يجب أن يتأكد قبل إرسالها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى ترديدها، وأن التوعية تتم من خلال عدة وسائل أهمها الإعلام، سواء كان المرئي كالتليفزيون أو الإذاعة أو المكتوب، وهي الصحف والمجلات. وأخيرا، الإعلام الإلكتروني عن طريق إنشاء صفحات تنشر الحقيقة وتنفي الأكاذيب والشائعات على أن يتم ذلك من خلال خطة منهجية ترد على جميع الشائعات والأخبار الكاذبة، ويتم فيها استغلال جميع من خلال وسائل التواصل المختلفة. كذلك فإن التوعية يجب أن تتم من خلال المدارس والجامعات عن طريق اللقاءات. والمؤتمرات كذلك منابر الدين، في كل جامع وكنيسة، ومن خلال أيضا مراكز الشباب، وقصور الثقافة من خلال تنظيم مناقشات وجلسات ومحاضرات توعية، بهدف إيضاح الحقائق ونشر فكر وأساليب وعناصر حروب الجيل الرابع والخامس عموما، سوف تظل هذه الحروب هي أسلوب تدمير الدول من الخارج في الفترة القادمة دون استخدام المدافع والدبابات، ولكن مهاجمة عقل وفكر المواطن.