تحليل الحدث الأبرز لمنهجية فحوى هاته الأطروحة من منطلق الإستجابة إلى المعرفة الجزئية لطبيعة الحالة السيكولوجية للشخصية العربية أمام توغل النظام الرأسمالي بمنهجية علمية، تحتفظ بصلاحياتها في الدراسة على الرغم من تعقيدات النموذج العربي نتيجة الوضع الإقليمي والدولي. إذ تعيش شعوب العالم العربي بين الإتباع و الإبتداع بسبب الجهل المؤسس الذي يساهم في تقييد العقول و إجهاضها عن الإنتاج، بالإقصاء المتبادل بين كبار المسؤولين تجاه المثقفين العرب وتجاهل أعمالهم وإنجازاتهم الفكرية من غرض التوجه نحو الإستثمار السياسي الذي يجعل من المسؤول بحاجة ماسة إلى الإفتراء باعتباره أحد شروط البقاء، والذي يتمثل في: ١- الاستثمارات الغير منتجة بالدول العربية السؤال: من يستفيد من هذه المشاريع الإفتراضية؟ وكم هي تكلفتها من ميزانية الدولة؟ ٢- بيع الأراضي الزراعية بالوكالة بأثمان بخسة إلى المطبعين من غرض استغلالها واستعمار البلاد بطريقة مباشرة. ٣- تبني الثقافة الأخرى بالإراثة التي تعتمد على نشر الفساد بمسميات جديدة يستعملها كبار الساسة والمؤثرين الذين يخدمون أجندات خارجية داخل الأوطان العربية، حيث تم تغيير مسميات مجموعة من المصطلحات على سبيل المثال : “الزنا” بكلمة ” العلاقات الرضائية” “الخمر أو النبيد” ” بالمشروبات الروحية”، “القمر” ” باليانصيب أو لعبة الحظ”، ” الرشوة” ” بالهدية أو الهبة”……… كما يعتبرون جميع مظاهر دحض القيم والإنسلاخ عن الهوية و الردة عن الأخلاق ” بالحريات الخاصة” ٤- الدعم المباشر للزوايا والأضرحة لحشد السواد الأعظم في احتفاليات و مجالس للشعودة والضلال و الفسوق ونشر مظاهر التخلف و الإلحاد و الخرافات. هذا ما يؤكد النقص الكبير في استيعاب الآليات الإستهلاكية لدى الشخصية العربية و الجمع بين الصورة و الجوهر لتحصيل بدعة الاقناع. لأن رؤية الرأسمالية تعمل على استغلال الإنسان والدين والفنون والأدب والإعلام والإدارة كسلعة من أجل تراكم الثروات لدى الأقلية و استفحال الفقر لباقي الأغلبية الكادحة.