هبه الخولي / القاهرة
شهد الإعلام في العقود الأخيرة تحولاً جذرياً من خلال انتقاله، من الورقي إلى الرقمي، و مع تزايد الاعتماد على الإنترنت والتكنولوجيا، أصبحت الصحافة الإلكترونية والمواقع الإخبارية والمنصات الاجتماعية مصدراً رئيسياً للأخبار والمعلومات ، هذا التحول لم يغير فقط كيفية استهلاك الجمهور للأخبار، بل أيضاً كيفية إنتاجها وتوزيعها
مما جعل بيئة الإعلام الرقمي بيئة متسارعة، ذات كفاءة مهنية وقدرة على التكيف مع التغيرات التكنولوجية أمراً حيوياً، فالصحفيون والإعلاميون مطالبون الآن بامتلاك مهارات متعددة تشمل المعرفة التقنية، القدرة على التعامل مع مختلف الأدوات الرقمية، وفهم عميق لأخلاقيات الإعلام الرقمي، وعدم الإلمام الكافي بمتطلبات المهنة في هذا السياق يمكن أن يؤدي إلى تراجع جودة المحتوى وفقدان ثقة الجمهور.
كما أن الإعلام الرقمي أتاح فرصاً كبيرة للتفاعل المباشر بين الصحفيين والجمهور، وهو ما يعزز من أهمية الكفاءة المهنية في تقديم محتوى موثوق ودقيق، في الوقت ذاته، تظل التحديات كثيرة، من بينها التعامل مع الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة التي تنتشر بسرعة عبر الإنترنت، لذا، فإن الحفاظ على مستوى عالٍ من المهنية والالتزام بالمعايير الصحفية التقليدية يظل ضرورياً حتى في عصر الإعلام الرقمي .
حول المشكلات التي تواجه مسئولي الإعلام حاضر الكاتب الصحفي هيثم الهواري ثاني محاضرات الورشة التدريبية ” مسئولي الإعلام – كتابة الخبر الصحفي ” مشيراً أن تطور الإعلام الرقمي لم يقتصر على تغيير الوسائل والأدوات، بل أضاف أبعاداً جديدة للمهنة تتطلب من القائمين عليها التكيف المستمر وتحسين مهاراتهم، وإن فهم هذه الديناميكيات والقدرة على التعامل معها بشكل فعال هو ما يميز الصحفي الناجح في العصر الرقمي.
وفي عالم الإعلام المتسارع والمتغير، يُعتبر الإلمام بالمهنة الصحفية أمراً بالغ الأهمية لنجاح أي مسؤول في هذا المجال ، فقدرة المسؤول على فهم تفاصيل المهنة وأساليب العمل الصحفي تؤثر بشكل مباشر على جودة العمل والأداء العام للمؤسسة الإعلامية ، ونقص هذه المعرفة يمكن أن يؤدي إلى وقوع أخطاء تؤثر سلباً على مصداقية الصحيفة وثقة الجمهور بها وللإلمام بالمهنة الصحفية أبعاد متعددة تشمل فهم القوانين الإعلامية، والقدرة على تحليل الأخبار بشكل موضوعي، والتمكن من أساليب التحرير الصحفي ، هذه العناصر تساهم مجتمعة في تحقيق تغطية إعلامية شاملة ومنصفة ، عندما يفتقر المسؤول إلى هذا الإلمام، قد تظهر مشكلات متعددة مثل نشر أخبار غير دقيقة أو منحازة، وصعوبات في التعامل مع الأزمات الإعلامية، وحتى الإضرار بالسمعة المهنية للمؤسسة .
ففي بعض الأحيان، قد يقوم مسؤول لا يملك خلفية كافية في الإعلام بنشر خبر دون التحقق من مصادره، مما يؤدي إلى انتشار معلومات خاطئة تضر بالقراء والمجتمع، كما قد يفتقر إلى القدرة على إدارة الفريق الصحفي بفعالية، مما ينعكس على جودة المحتوى المنشور، ومن الحالات الشائعة أيضاً، عدم التمييز بين الخبر والتحليل أو الرأي، مما يؤدي إلى تداخل الأدوار وتشويش الجمهور.
إذاً، يتجلى بوضوح أن الإلمام بالمهنة الإعلامية هو حجر الزاوية في تحقيق عمل صحفي ناجح وموثق، ومن دون هذه المعرفة، يصبح من الصعب الحفاظ على مصداقية المؤسسة الإعلامية وتلبية توقعات الجمهور المتزايدة.