هبه الخولي / القاهرة
شَهِدَ النصف الثاني من القرن العشرين تطورًا هائلًا في العلوم والمعارف والفنون وقد رافق ذلك تطوراً في الذوق والأسلوب عَكَسَ التحول الاجتماعيّ الذي شهدته هذه الحقبة.
والصحافة شأنها شأن الفنون الأخرى، كانت ولا زالت من أكثر الفنون تطورًا بحكم طبيعتها القائمة على رصد حركة الشارع ومسيرة الأحداث الجارية ومواكبة التطورات في مختلف مجالات الحياة.
فالصحافة في بداية نشأتها كانت تسجل الأحداث كما وقعت بالفعل وحسب تسلسلها الزمني فكانت صحافة تسجيلية إلى أكبر حد، فكان الخبر الصحفي يكتب ضمن قالب التسلسل الزمني الذي تسرد فيه تفاصيل الحدث حسب تسلسل وقوعها، إلا أن استخدام هذا النمط أو القالب الصحفي جعل منه عرضة للنفور، فأخذ كتاب الأخبار يبحثون عن قوالب أخرى أكثر تنوعًا وتشويقًا، وليس ثمة شك في أن الصحيفة أو الوسيلة الإخبارية يقع في رأس اهتماماتها شد انتباه الجمهور وإمتاعه بطريقة العرض .
حول فنون كتابة الخبر الصحفي وأشكالة والمشكلات التي تواجه كاتبه افتتحت الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام الورشة التدريبية ” مسئولي الإعلام ” للعاملين بإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة الأستاذ أحمد درويش والمنفذ بفرع ثقافة البحير في الفترة من3:1/10/2024 وذلك في أطار التدريب على قوالب كتابة الخبر الصحفي الأكثر استخدامًا وتتنوّعها مع مراعاة أهمية تواصل الصحفيّ مع جمهوره، ويؤثر عليهم ويحرّك الرأي العام، بالإضافة إلى كونه نافذة يطلّ من خلالها القارئ على ما يدور حوله من أحداث محليّة ودولية، لتكون هذه الورشة دليلنا لكتابة خبر صحفيّ مُوثوق.
ليتفضل الكاتب الصحفي هيثم الهواري في أولى محاضرات الورشة بإيضاح أشكال كتابة الخبر باعتباره بوابة الدخول إلى عالم الصحافة .
مسلطاً الضوء على أشكال وفنون كتابة الخبر الصحفي وكيفية صياغة مقدمته وكيفية عمل عناوينه وأشهر طرق كتابته وكيفية تناول متنه والتعرف على طرق ختامه، ومعرفة كيفية استياقه من مصادره.
شاملاً طرح نماذج لكتابة الخبر في صورة تفاعلية من خلال ورش تطبيقية بين الحاضرين و المحاضر لتدريبهم عملياً على الشروح والنماذج من خلال طرح ضوابط كتابة الخبر الصحفي من تحرّي المصداقية في النقل، لكيفية كتابة الخبر وجمع المعلومات والبيانات اللازمة، بالتوجه إلى موقع الخبرالمراد تغطيته، ووقائعه، وتوقيته وما إلى ذلك من تفاصيل ستشكّل معالم الخبر الصحفي الذي نحن في صدد كتابته،
مؤكداً أن العنوان هو المرآة التي تعكس ما يدور حوله الخبر الصحفي، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون عنواناً جاذباً، ومشوّقاً للقارئ، كما يجب أن يكون قصيراً وموجزاً.
وتكون مقدمته ليس خطاباً أو رواية تؤجّل حبكتها إلى وقت متقدّم منها، إنّما هي مادة يتشوّق قارئها لمعرفة التفاصيل بأسرع وقت، والمقدّمة هي المكان الذي يجب أن يجد فيه القارئ الإجابات عن خمسة أسئلة هي: (ماذا، ولماذا، ومَن، وكيف، وأين)، فماذا تتعلّق بالأحداث التي حصلت، ولماذا تتعلّق بالدوافع والأسباب الكامنة وراء هذا الحدث، أمّا من فترتبط بأبطال هذا الخبر، وأين بمكان حدوث الحدث، وكيف تتعلّق بالوسائل التي قامت بها هذه الحادثة.
فيما يكون متن الخبر معني بذكر التفاصيل المتعلّقة بالخبر الصحفي، والاستشهاد بالمصادر التي تم الاستعانة بها؛ حيث سيزيد ذلك من المصداقية أمام الجمهور، بالإضافة إلى كونها المكان المناسب لذكر الاقتباسات التي جمعتها والتي ستضيف وجهة نظر أخرى للخبر، وتنوّعاً يرغب به القارئ.
أما خاتمة الخبريكتفي بتلخيصه، و بربطه بحدث سابق ، أو بأخبار دولية مشابهة،مؤكداً أهمية كتابة اسم المؤسسة أو الصحفي أعلى الخبر.
ليلخص الهواري محتوى المحاضرة في نهاية المحاضرة أن كتابة الخبر وتحريرة هو كل مادّة صُنعت لتقدَّم للجمهور منقّحاً وخالياً من الأخطاء الطباعيّة والإملائية، مستخدماً اللغة الموجزة في الكتابة ، بالإضافة إلى تضمين الخبر بعض الصور ذات الصلة بالموضوع، وإعادة قراءة الخبر للتأكد من كونه مادة جيّدة قادرة على جذب القارئ.