كتبت نجوى نصر الدين
أناس فى الغابة!
قد تستعجبون أيها القراء الأعزاء من عنوان مقالى وقد تعتقدون أننى ساحكى عن شخصيات مثل طرزان أوبعض القصص الخيالية التي كانوا يقصونها علينا ونحن صغار من أجل امتاعنا وابهارنا ولكن ساحكى لكم عن بشر للأسف لا يستحقون أن تطلق عليهم صفة الإنسانية أو أن ينتموا للبشريةبأى صلة أنهم أكلة حقوق واموال الأيتام
قال تعالى “إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا” (سورة النساء الآية 10)
“ويسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح” (البقرة 22)
واليتيم هو من مات. أبوه وهو صغير حيث أن الأب هو السندبعد الله وهو الذى يحتمى به الابن ويقوى به فإذافقده صار منكسرا ضعيفا يطمع فيه من لا أخلاق له ممن لايخاف الله تبارك وتعالى
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة وأشار بالسبابة والوسطى”
أن ديننا الحنيف أوصانا بالايتام فربما يكون الإنسان قليل النوافل قليل الصيام قليل الصدقة ولكنه بكفالة اليتيم يبلغ مرتبة عالية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجنة
وقد توعد الله سبحانه وتعالى من يأكلون أموال اليتامى ظلما وعدوانا بالسعير والنار
وللاسف فى عصرنا هذا ومع الحضارة المادية الزائفة التي طغت على أخلاقنا وتقاليدنا وديننا وعاداتنا وحولت البشرية إلى مجرد آلات لجمع وإحضار المال من اى مكان و بأى طريقة غير مباليين بأن يكون هذا المال حلالاً ام حراماً أصبحنا فى عصر الغابة والبقاء للاقوى
وقصص كثيرة نسمعها تقشعر لها الأبدان وتدمى لها القلوب ويختنق الدمع فى العيون
فهذه أرملة ورثت عن أبيها وزوجها ثروة كبيرة وهى لم تتجاوز الخامسة والثلاثين من عمرها وعندما فكرت فى الزواج بدأت المؤامرات عليها من أقاربها كى يمنعوها من الزواج لأنهم من سيستفيدون بأموالها بعد موتها حتى أوصلوها لمرحلة الانهيار النفسي ويمنعوها من حقها فى الحياة والزواج والانجاب !
واخر أدخله إخوته المصحة النفسية بدعوى أنه مريض نفسي وذلك طمعا فى امواله كى يستطيعوا أن يرفعوا قضية حجر ويكسبوها ويكون لهم حق التصرف فى امواله
اى أخوة هذه التى تصل لهذا الحد من القساوة والظلم!
وزوجة أب تتجرد من مشاعر الإنسانية لتعذب ابن زوجها اليتيم والأغرب أن أبوه يساعدها ويوافق على ذلك حتى يموت الابن متأثرا بالتعذيب !
أصبح الدم ماءا فى عصر الحضارة المادية الزائفة وفى عصر البلطجة والتنمر على الضعيف سواء يتيم أو امرأة أو مسن
قصص كثيرة مهما قمت بحكايتها لن يكفينى مقالا بل عدة مقالات
ثم بعد كل هذا نرفع الأكف داعيين الله لدخول الجنة !!!
أن الحياة قصيرة وكل يوم يموت الآلاف ولاندرى من سيكون عليه الدور فلنقتدى بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين سأله أحد الصحابة قائلا” أوصنى يارسول الله قال له أطب مطعمك،”
لم يقل له صلى ولا صم ولا أى شيء من الفرائض وإنما قال أطب ومعنى أطب أى أن تأكل حلالا
فلا تسرق ولاتستولى على أموال اليتامى ولا المال العام ولا تتنمر من أجل دفع اتاوة ولاترتشي وغيرها
فقد جمع صلى الله عليه وسلم الدنيا فى كلمتين (أطب مطعمك)
وصدقت يارسول الله حينما قلت إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق التى بعدنا عنها ما أحوجنا اليك وإلى سنتك الغراء فقد تم اضلالنا بحضارة ومدنية زائفة
ونصيحتى لمن وقع فى أكل أموال يتامى أن يقوم بالتوبة ورد الأموال إلى أصحابها والاعتذار لهم
وان يعلم تمام العلم بأنه محاسب حتما يوم القيامة يوم العدل الكبير
المقال له بقية فى
أمنياتي بعودة الاخلاق
تحياتي
نجوى نصر الدين