كتبت نجوى نصر الدين
الإنسان بطبيعته كائن حساس تغلب عواطفه فى أحيان كثيرة على عقله ويحب دائما أن يسمع كلمات الاطراء والثناء والحب والحنان والعطف والمودة والاهتمام فهذه هى الطبيعة البشرية لاشك فيها
ولكن ماذا يحدث اذا تلاشت هذه الأحاسيس والمشاعر من حياتنا وأصبحت شبه منعدمة أو اختفت
بالطبع
سنعانى جميعا من الجفاف العاطفي أو بمعنى آخر الفراغ العاطفي والإحباط النفسي الذى يؤدى حتما إلى انحرافات سلوكية قد تؤثر على الجميع شاب أو امرأة أو مراهق أو طفل أو فتاة والمجتمع كافة
ولو تناولنا اسباب هذا الشعور المحبط لوجدناه عند المرأة ياتى نتيجةعدم اهتمام الزوج بها وإهمال مشاعرها بشكل كبير وخرس الزوج والصمت المستمر انعدام المشاعر عدم احترام الزوجة أمام الاولاد وقد تصاب بالتوتر والقلق والإحباط
ومن الممكن أن تتجه لبديل لسد الفراغ العاطفي الذي تعيشه وتصبح ضعيفة هشة غير راضية
علما بان الوصول لهذا الوضع على المدى الطويل يؤدى حتما إلى الانفصال وجميعنا يعلم الآثار المترتبة على الطلاق وتشريد الاطفال
وعلاج هذه الحالة يتمثل فى الوقوف على الأسباب والتحاور مع الطرف الآخر بشكل ايجابى وتغيير نمط الحياة والابتعاد عن الروتين الممل وإعادة ترتيب الأوراق قبل أن تكبر الفجوة وتنتهى بالانفصال حتى لو لم يكن انفصالها رسميا سيحدث حتما انفصالا خفيا داخل نطاق الأسرة وتعود اثاره بالسلب على جميع أفراد الأسرة وكذلك المجتمع لاننا نعلم أن الأسرة تشكل النواة الأولى فى المجتمع
ايضا قد يعانى الرجل من هذه الحالة المحبطة لعدة أسباب منها على سبيل المثال
الشعور بالتقيد طوال الوقت الفتور فى العلاقة بينه وبين زوجته وطبيعة الرجل التى تميل إلى العملية فى التعامل ونسيان المشاعر واعتبارها شىء بلاقيمة كذلك اعتقاد الرجل أنه الأصح دائما وعدم الاعتراف بالخطأ
وقد يصاب المراهق والمراهقة والأطفال بمشاعر الإحباط الناتج عن فقدانهم الحب والدفء داخل أسرهم وعدم وجود من يهتم بهم وبمشاعرهم ومن يعطيهم الثقة فى أنفسهم
مما يؤدى بهم إلى انحرافات سلوكية كان يصبح الطفل عدوانيا فهو يصرخ ليقول لمن يحيط به انا احتاجكم احتاج حضنكم وحبكم
وقد ينحرف المراهق فيلجأ لأصدقاء السوء والادمان ومن الممكن أن يصاب الاكتئاب والأمراض النفسية
الجميع معرض لهذه الحالة الشعورية المحبطة والتى تؤثر سلبا علي الفرد الأسرة والمجتمع ولعلنا نتابع ازدياد أعداد المطلقين والمطلقات فى مصر
نتمنى من الله أن لانصل لهذه الحالة من الجفاف العاطفي وان يعين الله من وصل إليها بالفعل أن يتغلب عليها ويستخدم البدائل الإيجابية من اهتمام بالميول والهوايات ومحاولة سد هذه الفجوة العميقة بزيادة مشاعر الحب والعطف والحنان والاهتمام
وعودة الحياة
تحياتي
نجوى نصر الدين