كتبت نجوى نصر الدين
. “عصمة الدنيا والدين”
شجر الدر ،خوارزمية الأصل، وقيل أنها أرمينية أو تركية.
هى جارية السلطان الصالح نجم الدين أيوب، سابع سلاطين الدولة الأيوبية، وزوجته وأم ولده خليل، وكانت حظية عنده وكانت فى صحبته فى بلاد المشرق فى حياة أبيه الكامل.
بعد وفاة زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب، تمت مبايعة شجرة الدر من جانب المماليك لتكون سلطانة للبلاد، وظلت ما يقرب من شهرين حتى أرسلت إلى ابن زوجها توران شاه، والذى ما لبث فى حكمه بضع أشهر حتى أرسلت فى قتله بعدما قام بتهديدها من أجل المال،
اجتمع المماليك بعد مقتل توران شاه وأجمعوا أمرهم على تولية شجر الدر لمنصب السلطنة، وجلست على العرش يوم الثامن من صفر سنة 648هـ ، وألبسوها زي السلطنة، وبويعت أما قاضى القضاة تاج الدين بن بنت الأعز رغم معارضته لهذا الأمر، وأنعمت شجر الدر بالأموال والاقطاعات على أمراء المماليك .
خرجت المراسيم السلطانية منها ممهورة بتوقيع “والدة خليل”، وكان خطباء المنابر يدعون لها فى خطب الجمعة بعد الدعاء للخليفة العباسي فيقولوا :” واحفظ اللهم الجهة الصالحية، ملكة المسلمين، عصمة الدنيا والدين، ذات الحجاب الجليل، والستر الجميل، والدة المرحوم خليل”.
لقى هذا الأمر استنكارا واسعاً في العالم الإسلامي حتى أن الخليفة العباسي المستعصم أرسل إلى قادة المماليك بمصر قائلا لهم باستهزاء :” أعلمونا إن كان ما بقى عندكم من رجال فنرسل إليكم رجلاً”.
إضطرت أن تتزوج من الأمير المعز الدين الله أيبك، وكان ذلك بداية لدولة المماليك، لكنه وبعدما انفرد بالسلطة وعلمت شجرة الدر بنيته بالزوج من بنت بدر الدين لؤلؤ ملك الموصل، دبرت لقتله، وقد وقع.
ويذكر ابن تغر بردى فى “النجوم الزاهرة (الجزء السادس ص 648)” إنها بعد مقتل أيبك ومحاولة مماليك الأخير قتلها أقامت فى البرج الأحمر فى قلعة الجبل، وكان يحميها الملوك الصالحية، وكانت زوجة أيبك وابنه المنصور يحرضان ضدها إلا إنها وجدت مقتولة مسلوبة خارج القلعة .
ترك جثمانها فى العراء لعدة أيام تنهش فيه الكلاب فحمل ما تبقى من منها إلى مكان دفنها بقرب من مشهد السيدة نفيسة، ودفنت هناك. يقول المقريزى فى “السلوك لمعرفة دول الملوك :
إنه لما تولى ابن المعز أمر السلطنة، حُملت شجرة الدر إلى أمه فضربها الجوارى بالقباقيب إلى أن ماتت وألقوها من سور القلعة وليس عليها سراويل وقميص، فباتت فى الخندق أياما، إلى أن حملت ودفنت فى مشهدها النفيسى.
و الجدير بالذكر ، أن شجرالدر بنت ضريح قبل وفاتها ببضع سنوات كتب عليه بعض ألقابها “عصمة الدنيا والدين” ولكن قتلها على تلك الصورة البشعة منع دفنها فى ضريحها العظيم، وبعد قرنين أو ثلاثة دفن فى ضريحها أحد الخلفاء العباسيين.
💐وهكذا انتهت حياتها على هذا النحو بعد أن كانت ملء الأسماع والأبصار، وقد أثنى عليها المؤرخون المعاصرون لدولة المماليك، فيقول “ابن تغري بردي” عنها:
“وكانت خيّرة دَيِّنة، رئيسة عظيمة في النفوس، ولها مآثر وأوقاف على وجوه البر، معروفة بها
تحياتي
نجوى نصر الدين.