تعهد الرئيس الأميركى السابق والمرشح الحالي للرئاسة دونالد ترمب لنخبة رجال الأعمال في نيويورك بأنه سيحول أميركا مرة أخرى إلى قوة عظمى عالميا فى مجال التصنيع.
وفى سعيه للقيام بذلك فقد كشف تقرير نشرته صيفة فاينانشيال تايمز أن ترامب سيعمل على تخفيض معدل ضريبة الشركات من 21 بالمئة إلى 15 بالمئة للشركات التى تصنع منتجاتها فى الولايات المتحدة وسيوسع التعريفات الجمركية على السلع المصنعة فى الخارج.
وقد أثار الاقتراح تساؤلات فورية من خبراء الاقتصاد وقادة الشركات وغيرهم بحسب التقرير وكان من بين التساؤلات.. ما هو المنتج الذى يعد مصنوعا فى أميركا؟ وهل ستحفز خطته التصنيع أم ستطلق حربا تجارية مكلفة؟
خلال أحدى خطاباته السابقة قال ترامب إن الجهات المستفيدة من هذا القرار ستكون فقط للشركات التى تصنع منتجاتها داخل أميركا.
وأضاف ترامب: إذا قمت بالاستعانة بمصادر خارجية أو نقل العمال الأميركيين إلى الخارج أو استبدالهم، فلن تكون مؤهلا للحصول على أى من هذه الفوائد. في الواقع سوف تدفع تعريفة جمركية كبيرة للغاية عندما يأتي المنتج من بلد آخر.
وبحسب تقرير فاينانشيال تايمز فإن بعض خبراء الاقتصاد يرون اقتراح ترامب الجديد مثيرا للجدل على الرغم من صعوبة الحكم عليه دون توافر المزيد من التفاصيل.
ورغم أن القرار من شأنه أن يدفع الدول الأخرى لفرض تعريفات جمركية على البضائع الأميركية ولكن قد يكون للاقتراح آثار سلبية داخلية.
وقالت ريبيكا كايسار خبيرة قانون الضرائب والأستاذة فى كلية الحقوق بجامعة فوردهام ومسؤولة سابقة بوزارة الخزانة فى إدارة بايدن: جزء من المشكلة هو مراقبة تعريف ما يشكل التصنيع المحلى
وقالت كايسار إن بعض الشركات استفادت من قرار مماثل أعلنه ترامب فى فترته السابقة وتحديدا عام 2017 إذ تمكنت الشركات التى لا يُنظر إليها عادة على أنها شركات مصنعة من الاستفادة أيضا بما فى ذلك ستاربكس، لأن تحميص الحبوب يعد تصنيعًا!.
وفى إحدى القضايا آنذاك، تمكنت شركة تقوم بتجميع الشوكولاتة والجبن لسلال الهدايا من إثبات أن هذا يعد نشاطًا تصنيعيًا وبالتالي مؤهلاً للإعفاء أو الاستفادة من قرار ترامب السابق.
وأضافت كيسار: هناك الكثير من الحيل التى يمكن للشركات الاستفادة منها.
وفى حين لم يذكر ترامب ما هى حصة المنتج التى يجب أن تكون مصنوعة فى الولايات المتحدة للتأهل للإعفاء الضريبى فقد اقترح أنها ستكون عالية.
وقال: رسالتى بسيطة: اصنع منتجك هنا فى أميركا وفى أميركا فقط. لن يتم استغلالنا بعد الآن.
واقترح ترامب يوم الخميس تدابير إضافية لتعزيز التصنيع المحلى والبحوث المؤسسية بما فى ذلك الشطب الفورى للنفقات الرأسمالية وتوسيع الائتمان الضريبى للبحث والتطوير.
من جانبه قال ستيفن براون نائب كبير خبراء الاقتصاد فى أميركا الشمالية فى شركة كابيتال إيكونوميكس وهى شركة تحليل واستشارات إن اقتراح ترامب قد يعزز من الأعباء الإدارية خلال فترة رئاسته إضافيًا من خلال مطالبة الشركات بإثبات مصدر مكوناتها الأساسية.
وقال إن هذا سيكون أكثر صعوبة بالنسبة لمصنعي المعدات المعقدة مثل الآلات كما أنه صعب أيضا على الشركات الصغيرة