نهاية الشرق الأوسط الكبير
بقلم : محمد عتابي
المجهول يخيم على منطقة الشرق الأوسط، وسط أجواء من التوتر والقلق والاضطراب، قد يعرف الكثيرون متى بدأت، لكنهم لا يدركون إلى أى شىء سوف تنتهى. إسرائيل تحت حماية الأمريكيين والغرب
تعزف وصلات إجرامية وقحة ضد كل مَن يرفض وجودها ويتصدى لهيمنتها، أما محور المقاومة- وعلى رأسه حماس وحزب الله– فيحاول ألا يترك المنطقة العربية وجبة سهلة يمكن للصهاينة ابتلاعها وهضمها.
إسرائيل تحاول أن تُظهر أنها الأقوى رغم غرقها فى حربها الملعونة على قطاع غزة منذ عشرة أشهر، بينما تصر المقاومة على مواصلة القتال فى كل الجبهات، وتحويلها إلى نوافذ لجهنم من لبنان والعراق وسوريا واليمن.
إسرائيل تتجاوز الخطوط الحمراء، وبالإضافة إلى انتهاكاتها للقانون الدولى وارتكابها جرائم الإبادة الجماعية وهدمها المنازل والمستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد، فإنها تنتهك سيادة الدول بهجومها على القنصلية الإيرانية فى سوريا وعلى ميناء «الحديدة» فى اليمن،
ثم قيامها باغتيالات لشخصيات سياسية وعسكرية، لعل آخرها اغتيال الرجل الثانى فى حزب الله، «فؤاد شكر»، ومن بعده «إسماعيل هنية»، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيرانى الجديد، «مسعود بزشكيان»،
وفى الوقت نفسه تدعو القوات المسلحة الإيرانية المواطنين إلى ضرورة توخى الحذر، وعدم التقاط صور للمُعَدات العسكرية المنتشرة على الطرق،
بينما تواصل تعزيزاتها العسكرية، وتوجيه صواريخها مباشرة إلى قلب إسرائيل، بعد أن توعد المرشد الأعلى للدولة الإسلامية بإنزال أشد العقوبات بالصهاينة، والتأكيد على أن زوال إسرائيل بات وشيكًا.
إسرائيل ترفع حالة التأهب إلى أعلى مستوياتها، وتلغى إجازات الجنود، وتعقد اجتماعات حكوماتها فى الملاجئ، وتزود كبار المسؤولين بهواتف جوالة متصلة مباشرة بالقمر الصناعى، وتضع منظومة الدفاع فى حالة استعداد كامل،
وتعزز إجراءات الحماية لكافة المدنيين الإسرائيليين، بل تعد خيامًا لهم فى صحراء النقب إذا ما اقتضت الضرورة ذلك، أما إيران فهى قبلة للدبلوماسيين والوزراء من كل صوب وحدب لدعوتها إلى التريث فى توجيه هذه الضربة أو التحذير من خطورتها إذا حدثت.
إسرائيل تهدد باجتياح لبنان وتدميرها، وإعادتها إلى العصر الحجرى، وتقوم ب
مناورات القبضة الساحقة الشمس الزرقاء،
بينما يؤكد حزب الله أنه مستعد لهذه الحرب إن وقعت، وسوف يقودها دون ضوابط أو أسقف، وأنه سيطال بصواريخه مدنًا داخل إسرائيل، لم يسبق أن قصفها.
إسرائيل تدعى أنها مستعدة للتفاوض من أجل وقف الحرب فى غزة، ثم تقتل المفاوضين، أما إيران فهى مصرة على أن قتل «هنية» انتهاك لسيادتها وحريتها وامتهان لكرامتها يستوجب تأديب الصهاينة حتى لا يعيدوا تكرار مثل هذا الخطأ.
وبين الفعل ورد الفعل والأخذ والرد، وبين المأمول والمرجو والمحظور، تدور عجلة الأحداث، وتتسارع الخطى لاحتواء خطر هائل لا يعرف أحد نتيجته،
فإلى أين يسير الشرق الأوسط؟،
هل هو ذاهب نحو الهاوية؟،
أم أن هناك معجزة قد تُعيد المياه إلى مجاريها، وتلملم ما تبعثر، على أمل تنفس سلام، هو أبعد ما يكون عن المستقبل القريب؟.
إن الانفجار الكبير، الذى بدأت رائحته تزكم الأنوف وإرهاصاته تلوح فى الأفق، لن يحرق دولة بعينها، لكنه سوف يحرق الجميع، وفى المقدمة إسرائيل