كتبت نجوى نصر الدين كلنا فاسدون الفساد موجود في كل زمان ومكان ، ولكن في بعض الدول يكون الفساد محدودا ويكون هو الاستثناء وليس القاعدة، اما في بلاد أخرى الفساد هو القاعدة والنزاهة هي الاستثناء، ومن يعتقد ان الفساد هو فساد الحكام والحكومات وفساد بعض رجال الاعمال فقط قد يكون واهما أو لايعى شيئاً ومن أنواع الفساد المواطن الذي لا يحترم إشارات المرور هو مواطن فاسد المواطن الذي لا يلتزم بالتعليمات ويحاول قطع الطابور لكي يأخذ مكان غيره هو مواطن فاسد المواطن الذي يستخدم الواسطة لكي يعين ابنته او ابنه في وظيفة لا يستحقها هو مواطن فاسد المواطن الذي يستخدم الرشوة سواء بدفعها او اخذها هو مواطن فاسد الاستاذ الجامعي الذي يحرم طالب متفوق من درجات مستحقة بسبب دينه او جنسه او مذهبه هو مواطن فاسد رجل الاعمال الذي يستخدم نفوذه او امواله للحصول على عقود وصفقات لا يستحقها هو مواطن فاسد التاجر الذي يغش في تجارته هو مواطن فاسد رجل الأمن الذي يتقاضى المال لكي يغض الطرف هو رجل أمن فاسد القاضي الذي يغير ضميره بسبب سياسي او مادي او شخصي هو قاض فاسد المحامي الذي يستغل موكله بدون ان يؤدي وظيفته هو محام فاسد الطبيب الذي يجري عملية او يصف دواء لا لزوم له هو طبيب فاسد المهندس الذي يغش في مواصفات البناء هو مهندس فاسد رجل الاعمال الذي يتهرب من الضريبة هو مواطن فاسد والفساد اصبح يغرقنا من الرأس حتى القدم ومن الغفير حتى الوزير، وقد حكى لى أحد الأشخاص عن خمسة وعشرين عاما قضاها فى امريكا لم يدفع دولارا واحدا لإنهاء معاملة حكومية او للحصول على وظيفة او لتفادي غرامة او للحصول على عقد او اجراء صفقة او الحصول على وظيفة لابنته اما في بلادنا الجميلة فمن منا لم يدفع رشوة للحصول على رخصة قيادة سيارة او لتفادي دفع غرامة، ومن منا لم يستخدم الواسطة لإنهاء أعماله او تعيين ابنه في وظيفة لا يستحقها، ومن منا لم يحاول ان يقطع الطريق على السيارات أمامه لكي يصل اولا، ومن منا من لم يحاول ان يخترق القانون بشكل او باخر، وبعد هذا كله، من منا لم يجلس على المقهى مع أصدقائه المزوغين من العمل مثله وينتقدون فساد الحكومات وعلى رأي نجيب محفوظ في رواية الكرنك على لسان بطل الرواية: “كلنا مجرمون … وكلنا ضحايا” تحياتي نجوى نصر الدين