أمه سمية أول شهيدة في الإسلام ، وأبوه ياسر وأخوه عبد الله ، من السابقين إلى اعتناق الإسلام ، ونبذ الشرك وعبادة الأوثان، وكانوا من المستضعفين الذين ليس لهم أهل وعشائر في مكة يحمونهم ، فكان المشركون ينزلون بهم أشد أنواع العذاب بلا شفقة ليرجعوا عن دينهم.
كان الكفار يعذبون عمار بن ياسر فيضعونه في الماء ويغطونه به ، ويضربونه ويجوعونه ويعطشونه حتى ما يقدر أن يستوي جالساً ولا يدري ما يقول ، وقالوا له: لا نتركك حتى تسب محمدًا، أو تقول في اللات والعزى خيرًا، فوافقهم على ذلك مُكْرَهَا ، ولكن النبي ﷺ كان يطمئنه ، ويقول له : إن عادوا فعد ، ونزلت فيه الآية الكريمة : ” مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ “.
كان النبي ﷺ يمر عليه وهو يُعذَّب مع أبيه وأمه ويبشرهم : ” صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة “.
آخى الرسول ﷺ بينه وبين حذيفة بن اليمان.
قال عنه رسول الله ﷺ : ” مَن عادى عمار بن ياسر عاداه الله ، ومَن أبغض عمار بن ياسر أبغضه الله ” وذلك بعد سوء تفاهم حدث بينه وبين خالد بن الوليد ، وقال ﷺ : ” ما خُيِّر عمار بن ياسر بين أمرين إلا أختار أرشدهما “.
كان رسول الله ﷺ يقول له : ” مرحباً بالطيب المطيب”.
شَهِدَ بدراً ، والمشاهد كلها ، واشترك في حروب الردة والفرس والروم.
ولّاه عمر بن الخطاب على الكوفة ، وازداد مع الولاية زهداً وورعاً وتواضعاً.
قُطِعت أذنه بسيوف المرتدين في حرب اليمامة ، فعيّره رجل وقال له : يا أجدع ، فقال له ياسر رضي الله عنه : ” خير أُذني سببتَ “. استُشهٍد في موقعة صفين سنة ٣٧ هجرياً ، وعمره ٩٣ عاماً.