يتطلب الاقبال على القراءة ذكاء ثاقبا في استقلالية الرأي، الغاية منه تصويب الهدف نحو الإستفادة الناجعة وكسب أفكار جديدة لها صلة بالتطور العلمي في مختلف المجالات، لهذا يجب ان يكون الاختيار نوعيا وليس كميا عدديا، هذا من باب التدبر في جوهر المواضيع القيمة والهادفة بنظرة الباحث المتمكن من استخلاص عصارة المضامين المفيدة عكس القارئ المتصفح. فإذا ما وضعنا تصنيفا فكريا تراتبيا للعلوم نجد أن: -العلوم الروحية الغيبية تحتل المرتبة الاولى لأن مصدرها الخالق و ليست قابلة للقياس ولا للتجارب ولا غير ذلك. -العلوم الإنسانية في المركز الثاني كعلم النفس والاجتماع لأن لهما علاقة و مقاربة ملموسة بالإنسان اولا قبل المادة. – فلسفية العلوم في المرتبة الثالثة لكونها تطرح التساؤلات و النواميس الكونية حول منطق حقيقة العلوم التطبيقية ونتائجها. – تبقى العلوم التطبيقية المادية في المرتبة الرابعة كالهندسة والطب والفزياء والكمياء والجيولوجيا و……. لأن أساسيات القراءة والبحث والدراسات والمتابعة والتقييم وكيفية تطبيقها على أي مشروع فكري من غرض اكتشاف المفاهيم الرئيسة حول الإطار الثقافي المنطقي بما في ذلك إعداد التقارير البحثية وتطوير مؤشرات الذكاء كأداء فعال في تصميم افتراضات المشاريع العلمية الحديثة و تحديد التفوق، تحظى بجدية الآليات المنهجية في التعامل مع النصوص حسب المقياس والجودة، في حين لا زالت حقوق المعرفة لم تنسلخ من قاذورات الاملاءات والتجاوزات الايديولوجية التي ساهمت سلبا في بناء قاعدة من الجهلاء من خريجي المؤسسات التعليمية نتيجة الفشل الذريع في مجالات التدبير و التأطير و الاعتماد على توصيات فاشلة تعمل على تورط الطلبة في استهلاك المقررات والمناهج الفاسدة المصنفة خارج الحقل المعرفي، غايتها تشكيلة بنية العقل العربي كرسم موثق، تمتد سيرورته الزمنية من أصول تاريخية تجمعها علاقة مع مرجعيات العصر الجاهلي، حتى أصبح من الصعب استئصال الأخطاء البيداغوجية لأنها عمرت طويلا كحقيقة معتمدة، لكن النازلة بحاجة إلى التجديد المنهجي كأطروحة حاسمة في بناء غد يحمل مشعل النجاعة الثقافية في جميع المجالات الفكرية. د.محمد جستي