أعلن عن نهاية الدولة العثمانية في 3 مارس 1924م بإنهاء حكم آخر حكامها السلطان العثماني عبد المجيد الثاني، لينتهي بذلك حكم دام 625 عاما من التاريخ العثماني الطويل.
وهي دولة بدأت كإمارة صغيرة وتوسعت لتصل أراضيها لثلاث قارات ثم دخلت في الإنحدار والتضاؤل إلى أن تم إنهائها بقرار من البرلمان التركي، بعدما أصبح آخر حكامها ذو منصب شرفي محصور في الجمهورية التركية فقط.
■ وهناك 5 أخطاء كارثية إرتكبها العثمانيين أدت لضعفهم ثم نهايتهم بعدما كانوا الجيش الأقوى والفاتحين لأوروبا
1) قيام السلطان العثماني سليم الأول بتحويل مسار جيوشه من أوروبا غربا إلى بلاد العرب جنوبا، وهذا أدى لتخفيف الضغط عن أوروبا فازدادت قوتها، وفي نفس الوقت أدى انتشار جنوده بين العرب والمسلمين لاستنزاف الدولة لاحقا بحروب داخلية، وبهذا ضاعت المهمة العثمانية الحقيقية في أن تكون فاتحة للبلاد الأوروبية.
2) قيام السلطان العثماني سليمان القانوني بقتل ابنه الأمير مصطفى القوي والذي كان قائدا عسكريا كبيرا، فتولى ابنه الضعيف سليم الثاني، فكان توليه بداية لتعاظم قوة الإنكشارية وبداية لتحكم الحريم والوزراء في شؤون الدولة، وبداية انعزال السلطان عن الحكم والحروب.
3) الفشل في التعامل مع الصفويين، وظهر هذا عندما انتصر السلطان العثماني سليم على الصفويين في معركة جالديران عام 1514م ونجح السلطان سليم في دخول تبريز عاصمة الصفويين وكان يستطيع ملاحقة فلولهم والقضاء عليهم أو حتى عمل إمتداد بري مباشر لدولته مع أتراك وسط آسيا عبر السيطرة على شمال بلاد فارس ولكنه فضل الانسحاب، فانسحب من عاصمتهم فعادت الحياة للدولة الصفوية، وظهر أيضا هذا الفشل في التعامل عند سقوط الدولة الصفوية الشيعية عام 1709م على يد الدولة الهوتاكية السنية، وكانت المفاجأة عندما قام السلطان العثماني أنذاك أحمد الثالث بدعم الصفويين مما أدى لمنحهم حياة جديدة تماما كما فعل جده السلطان سليم عندما انسحب من عاصمتهم.
4) خيانة السلطان محمود الثاني، وذلك عندما تمرد عليه محمد علي باشا عام 1831م فقام السلطان محمود بطلب قوات اجنبية من روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ليقاتلوا ضد ابن قومه ودينه، ومن وقتها أصبحت البلاد العثمانية مستباحة للأوروبيين.
5) فرمان عصيان عرابي الذي أصدره السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عندما بدأت القوات البريطانية بإحتلال مصر عام 1882م وقام أحمد عرابي بقيادة المقاومة ضدها، فقام السلطان عبد الحميد بإصدار فرمان يعتبر فيه عرابي عاصي للخلافة وخارج من الملة، وهنا كانت الكارثة فبدل أن يقوم السلطان بمساندة المقاومة ساند الغزاة وقام بتكفير المقاومين فسقطت مصر أهم البلاد بيد بريطانيا وأصبحت الشام وليبيا مكشوفين لها وهذا سهل انتصار بريطانيا في الحرب العالمية الأولى لاحقا، وكانت الهزيمة في هذه الحرب النهاية الفعلية للدولة العثمانية حيث ضاعت باقي أملاكها لتتحول للجمهورية التركية التي أنهت ما تبقى للعثمانيين من إسم.
المصادر: ● مذكرات السلطان عبد الحميد، محمد حرب ● والدي السلطان عبد الحميد الثاني، عائشة أوغلي