متابعة عادل شلبي الغواص هو الدكتور سمير فرج، أما بحر اللغم فهو: حرب اليمن، حرب 67، حرب الاستنزاف، حرب أكتوبر 73، أهدانى دكتور سمير كتابه الجديد: شاهد على حرب أكتوبر 73- اللواء دكتور سمير فرج، مع كلمات إهداء رقيقة: الأخ العزيز الفاضل د. وسيم السيسى، يشرفنى قبول سيادتكم إهداء كتابى الجديد عن حرب أكتوبر 1973.. تحياتى.. سمير فرج.
ما إن تبدأ الصفحة الأولى من هذا الكتاب حتى تصبح أسيرًا لصفحاته، تحس أن الجمال هو الصدق، وأن الآراء تختلف، ولكن الحقائق لا تتغير، وأنه كتاب قام على ذكر الوقائع لم يغير منها شيئًا.
يقول د. سمير: منذ نصف قرن وأنا شاهد على الهزيمة وأسبابها، على الاستنزاف وتمهيده، على الطريق الطويل للنصر وعظمته. لماذا انهزمنا؟. انهزمنا لأن ثلث القوات كان فى اليمن، إغلاق مضيق تيران وصنافير الذى اعتبرته إسرائيل إعلان حرب، لواء مشاة كامل بكتائبه الثلاث، وكتيبة مدفعية، وكتيبة دبابات، وجميع عناصر اللواء على أهبة الاستعداد لشىء لا نعرفه!، وهذه ظاهرة غير مسبوقة فى العلم العسكرى، أطلق عليها فيما بعد: مظاهرة عسكرية أمام إسرائيل!.
كان غياب المعلومات، مع عدم وجود تعليمات واضحة، مع غياب الدراسات المتعمقة عن العدو، مع انخفاض الروح المعنوية عند القوات العائدة من اليمن، مع فقد فنون القتال الحديثة، كذلك فقد الانضباط العسكرى، مع الحرب فى جبهتين: اليمن، وسيناء، كل هذا أدى إلى حرب غير متكافئة، وبالتالى هزيمة منكرة.
بدأت حرب الاستنزاف وسط شتائم من يهود الضفة الشرقية، وكانوا مغاربة، وقلة أدب موشى ديان وهو يقول متهكمًا: «إننى أجلس بجوار الهاتف منتظرًا مكالمات القادة العرب لتحديد موعد لهم للحضور لإسرائيل لإعلان استسلامهم، وقبول الشروط الإسرائيلية للتسليم»، فكانت اللاءات الثلاث: لا اعتراف، لا سلام، لا مفاوضات مع إسرائيل. 22 معركة جوية، خسرت مصر 28 طائرة، مقابل 14 من إسرائيل، إغراق الغواصة دانكار، تدمير الحفار الإسرائيلى أمام دولة ساحل العاج، معركة رأس العش، وهزيمة إسرائيل النكراء.
حتى كانت الكارثة الكبرى على رأس إسرائيل: تدمير إيلات، والذى وصفه بالتفصيل إسحاق شوشان بقوله: لمن الغباء عدم توقع محاولات المصريين للانتقام، هذه الصدمة أجبرت الترسانات البحرية حول العالم على التوقف عن إنتاج مثل المدمرة إيلات لدراسة نجاح المصريين، والبحث عن أسباب فشل البحرية الإسرائيلية. كانت المدمرة عليها مائة من طلبة الكلية الحربية الإسرائيلية، بالإضافة إلى طاقمها، غرقوا جميعًا، باستثناء عدد قليل منهم، ثلاثة صواريخ قضت على 199 جنديًّا من طاقم المدمرة مع مائة طالب، كما سبق ذكره.
كما لا ننسى حائط الصواريخ، الذى كان يُسقط الفانتوم كالعصافير، كل هذه الإنجازات رفعت الروح المعنوية للجنود المصريين.
صدرت الأوامر بتهجير أهالى مدن القناة، يُحدثنا دكتور سمير كيف رفض والده مغادرة بورسعيد قائلًا: الموت على سريرى فى بورسعيد أشرف من العيش خارجها، قال د. سمير لوالده: لن تجد خبزًا فى المدينة، فكان رد الوالد: إنت ناسى 1956 «التهجير الأول» كنا بنعمل العيش فى البيت. حدثنا دكتور سمير عن التهجير لمدارس الزقازيق والمنصورة وطنطا، وكان بكل فصل عائلتان، بينهما ملاءة سرير، كما كان التهجير لرأس البر، وكيف كانت العشش تسمح للهواء البارد بالدخول، فوزع عبدالناصر عليهم البطاطين. هذا الكتاب الممتع يجب أن يدخل بيت كل أسرة مصرية، التكملة الأسبوع القادم إن شاء الله.