أوضح العميد أركان حرب إيهاب طلعت في أولى محاضرات اليوم الثاني من فعاليات البرنامج التثقيفي ” الاستراتيجية والأمن القومي” الذي تقدمه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام أن الحروب الحديثة قائمه بل ومرتكزه على نظرية مشروع المليار الذهبي التي ظهرت في الآونة الأخيرة، وأنها ليست الأولى من نوعها، تقوم على استغلال دول العالم الثالث والمحاولة في القضاء عليه، وتقوم فكرة هذا المشروع على تحديد الجزء الأكثر ثراء من البشر الذين يمكنهم أن يعيشوا في العالم، وهم في الأغلب سكان البلدان المتقدمة، وهم الأشخاص الذين يملكون كل ما هو مطلوب لحياة آمنة ومريحة، فلن يكونوا عبء على الحياة . فيما أشار اللواء أركان حرب ممدوح الجزار أن مفهوم الدولة في العصور القديمة والوسطى تميزت بغياب هذا المفهوم بشكله الحالي، وانتشرت مسميات مختلفة لها منها، الإمبراطورية، والسلطنة، والممالك، إلا أن أغلب الممالك التي حكمت في العصور الوسطى في أوروبا حكمت باسم الدين، كفرنسا على سبيل المثال، ومشيراً أنه وبالرغم من البساطة التي يَتَمَيَّزْ بها تعريف الدولة إلا أن مفهوم الدولة والبحث في تحديد أصل نشأتها واساس السلطة فيها يثير في الواقع عدداً هائلاً من الإشكاليات؛ فالدولة هي حقيقة سياسية؛ لأن المجتمع الدولي يتكون أساساً من وحدات سياسية يحمل كل منها لقب “دولة”، والدولة أيضاً مفهوم قانوني قُصِدَ منها ابتكار أداة ملائمة لتنظيم العلاقة بين وحدات سياسية غير متكافئة في القوة على أساس من العدالة والمساواة. فالعلاقات بين الدول يجب أن تُؤسس من وجهة نظر القانون الدولي على مبدأ أو قاعدة المساواة في السيادة، والدولة فوق هذا وذا هي فكرة فلسفية مجردة؛ لأن نشأة المجتمعات السياسية المنظمة ليست معروفة أو مُوَثَّقَة تاريخيَّاً. وفي غياب هذه المعرفة التاريخية المُوَثَّقَة توجد نظريات أو رؤى أو أفكار ذات طبيعة فلسفية تحاول تفسير نشأة الدولة، أو بعبارة أدق نشأة أهم ركن من أركانها وهو السلطة السياسية المنظمة .