بدأ الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى خلال الساعات الماضية فى إعادة الزخم بشأن الصراع المحتدم بين كييف وموسكو حيث أجرى عدة اتصالات مع زعماء أوروبا لبحث سُبل الدعم العسكرى الذى تخشى أوكرانيا من تراجعه نتيجة الحرب فى غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
الرئيس الأوكرانى بحث خلال اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء الهولندى مارك روتى الاحتياجات الدفاعية الإضافية لكييف والبنية التحتية والموانئ تزامَن ذلك مع توجيه ضربة لمنظومة الدفاع الجوى الروسى فى شبه جزيرة القرم لتأتى بمثابة رد على رسالة أميركية للأوكرانيين بأنه حان الوقت لتصبح كييف أكثر اكتفاءً ذاتيا فى إنتاج الأسلحة والذخيرة
متخصّصون أحدهما روسى تحدّثوا عن أهمية الضربة التى تعدّ الأولى لشبه جزيرة القرم بواسط صواريخ ATACMS التى انطلقت من أوديسا وآتشاكوفا فضلا عن الرسائل الأوكرانية من وراء الضربة وأهميتها فى ظل تراجع مستوى الإمدادات وتزايُد الاحتياجات الأوكرانية الدفاعية فى حرب روسيا
علّق مكتب الرئيس الروسي فلوديمير زيلينسكى على مسألة نقص القذائف (من عيار 155 ملم) لدى القوات الأوكرانية بأن الكونغرس الأميركى يقول إن إسرائيل بحاجة إليها ما يُشعر الرئيس الأوكرانى بالخيانة من قبل داعميه الغربيين الذين حرموه من الدعم والاهتمام الذى اعتاده حسب ما قال مساعدوه لمجلة تايم الأميركية.
كان زيلينسكى استقبل الإثنين وفدا من الحزبين الجمهورى والديمقراطى من مجلس النواب الأميركى فى كييف ويتألف الوفد من جيمس فرينش جيل وستيفن لينش ومايكل كويغلى ووسط محادثات الوفد مع زيلينسكى أكد كويغلى أنهم على علم بالاحتياجات الدفاعية للجيش الأوكرانى لكن الجيش الإسرائيلى فى حاجة ماسة للقذائف أيضا.للقذائف أيضا.
يقول الباحث الروسى مدير مركز جى سى إم للدراسات ومقره موسكو: فى صباح 30 أكتوبر بين الساعة 03:00 و03:30 تمكّنت القوات الأوكرانية مستخدمة صواريخ أتاكمز ATACMS أميركية الصنع من قصف منشأة دفاع جوى استراتيجية (من نوع إس-300) على الشواطئ الغربية لشبه جزيرة القرم وتحديدا بالقرب من قرية أولينوفكا.
تؤكد بعض المصادر المحلية فى سيفاستبول أنه تم تدمير 5 وحدات دفاع جوى كما أن القصف خلف 17 جريحا بين الجنود العاملين في المنشأة.
وأضاف آصف ملحم: يبدو أن أوكرانيا بخلاف روسيا لا تعانى من فكرة الرمزية لمكان ما فى المناطق التى ضمّتها لذلك بدأت أوكرانيا تكثّف هجماتها على شبه جزيرة القرم وقد تحاول تدمير جسر القرم أيضا خلال الأسابيع المقبلة نظرا لرمزيتها بالنسبة إلى روسيا كما أن هذا يرفع من أسهم أوكرانيا أمام العالم الغربى.وفق تقدير ملحم فإن الرسالة السياسية مٍن وراء هذه الضربة هى أنه لا مفاوضات مع روسيا والحرب مستمرّة، وهذه رسالة من الولايات المتحدة نفسها.ويرى الباحث فى العلاقات الدولية لدى معهد البحوث والدراسات العربية يسرى عبيد أن الجيش الأوكراني والرئيس زيلينسكى يحاولان بضرب القرم لفت نظر الولايات المتحدة والقوى الغربية إليهما مرة أخرى بعد أن تزايدت الاهتمامات بوتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة والأراضى الفلسطينية وتحويل معظم الدعم الغربي المقرّر لكييف صوب تل أبيب دون اهتمام واسع بحرب أوكرانيا كما كانت الأمور قبل 7 أكتوبر.
وقال عبيد إن الجيش الأوكرانى بات فى حاجة ماسّة إلى قذائف المدفعية والدبابات فى مواجهة نظيره الروسى على خطوط المواجهة لذا يحاول القادة الأوكران دفع الغرب لمعاودة ضخ الدعم اللامتناهى صوب بلادهم لضمان استمرار العمليات العسكرية
واستعرض عبيد عددا من الرسائل يود أن يبعث بها زيلينسكى إلى القوى الغربية:
التأكيد على دعم بوتين لفلسطين كيدا فى قوى الغرب بزعامة الولايات المتحدة وضرورة التصدي له بورقة الدعم. محاولة الرئيس الأوكرانى الضغط على أميركا المنهمكة فى دعم حليفتها الأولى إسرائيل ودفعها إلى معاودة الدعم بصورة مكثّفة. إدراك زيلينسكي أولويات الدعم لدى الغرب صوب تل أبيب يدفعها لتوريط قوى الغرب وواشنطن المُتأثّرتين بفاتورة الدعم، مستغلا ضربه على غرار القرم. الترويج الأوكراني لضربة القرم إعلاميا لفْتُ انتباه قوى للغرب بضرورة استمرار الدعم الذي قلّصته أميركا بموجب قانون الإنفاق