يصل الرئيس الأميركى جو بايدن إسرائيل الأربعاء للقاء المسؤولين هناك وبعدها ينتقل إلى عمان للقاء الملك عبدالله الثانى والرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
هذه الزيارة وبعيداً عن المخاطر الأمنية المحيطة بها والتى لدى أجهزة الحماية السرية القدرة والخبرة لضمان عودته منها سالما على الأقل لأنه ليس هناك أى ضمانات بأن يعود غانماً.
وحده الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته ومستشاريه من يقعُ على عاتقهم تحديد نوع الغنائم وحجمها فهذه الرحلة تحديدا تعتبر الأخطر سياسيا بالنسبة للرئيس بايدن وحتى مُستقبِليه من قادة المنطقة فهو سيصل إلى هناك ورهانه لن يخرج من الاحتمالات التالية:
أن يضغط بايدن خلف الكواليس على الإسرائيليين من أجل إلغاء خطط الاجتياح البرى أو فى أحسن الأحوال تأخيره وأن يجبرهم على السماح بإيصال المساعدات إلى غزة وخروج العالقين من الرعايا الأميركيين وبقية الجنسيات الأخرى والتفاوض مع حماس لإطلاق سراح الرهائن وقتها ستكون العناوين الرئيسية للزيارة داخل أميركا على النحو التالى:
بايدن كل تبعات الحرب الإقليمية الواسعة وكل الخسائر التي سوف تتعرض لها إسرائيل والقوات الأميركية لأنها سوف تكون مجبرة على الدخول فى الحرب وهو أمر يخالف كل وعود بايدن بعدم الدخول فى حروب خارجية خصوصا بعد تجربة الانسحاب من أفغانستان. يُقتل كل أو عدد من الرهائن سواء خلال محاولة تحريرهم أو خلال العملية البرية وقتها بايدن سيتحمل تبعات مقتلهم.
أن يقنع بايدن الرئيس عبد الفتاح السيسى تحديدا وبقية القادة (ملك الأردن ورئيس السلطة الفلسطينية) بفتح الحدود المصرية للأجانب وكل من يرغب فى مغادرة القطاع بالخروج إلى منطقة قريبة من غزة داخل الأراضى المصرية على أن تستمر إسرائيل فى تكثيف الضربات الجوية مع عمليات برية محدودة بداية من مناطق شمال قطاع غزة باتجاه الجنوب وقتها سيجبر المدنيون على الخروج من القطاع وتتولى مصر مهمة تأمين حدودها وضمان عدم تسرب مسلحي حماس.
هنا سيكسب بايدن كثيرا داخل أميركا وإن كان سيخسر الجزء المتعلق بالفشل فى تحرير الرهائن وتجنب حرب إقليمية.
ولكن ما يجعل هذا الخيار صعبا جدا أن مصر والأردن والسلطة جميعهم يعارض بشكل معلن أى تهجير لسكان القطاع.يعطى بايدن إسرائيل الضوء الأخضر لاجتياح محدود للمناطق فى شمال قطاع غزة مع ضمان عدم التعرض للجزء الجنوبي من القطاع لأنه وبالتنسيق مع مصر سيكون المنطقة الآمنة للمدنيين وبالتالى يكون قد استجاب لضغط قادة المنطقة بعدم تهجير سكان القطاع وأيضا تعامل مع الأزمة الإنسانية الملحة التي يواجهها المدنيون ومنح إسرائيل فرصة إضعاف حركة حماس بدرجة كبيرة دون تمكينها من القضاء عليها بشكل كامل لأنه ليس هناك أى ضمانات بأن يبقى قادة حماس ومسلحيها في المناطق الشمالية لمواجهة التصفية بدلا عن التراجع جنوبا وسط المدنيين. إمكانية تحقق هذا الاحتمال بالحسابات السياسية البسيطة مستحيلة تماما لأنه يفترض الموافقة على اجتياح إسرائيل لكامل قطاع غزة والقضاء على حماس بشكل كامل وأن يوافق قادة مصر والأردن والسلطة على خروج المدنيين خارج القطاع لفترة من الوقت وأن ترضخ ميليشيا حزب الله وإيران لرسائل الردع الأميركية من خلال تكثيف انتشارها العسكرى فى المنطقة ويقتصر دورهم على بعض المناوشات المحدودة كما هو الحال الأن.
وقتها سيعود بايدن إلى واشنطن وهو أقرب من أي وقت مضى من تأمين 4 سنوات أخرى فى البيت الأبيض.