ذكرت الصحيفة الأميركية أن المخطط الأولى للهجوم البرى على غزة كان فى نهاية الأسبوع وقال لها 3 مسؤولين إسرائيليين كبار لم تذكُر أسماءهم إن هذا سيتأجل لأيام لأن تراكم الغيوم يصعّب مهمة الطيران الحربى والطائرات المسيّرة فى توفير الغطاء الجوي للقوات الأرضية.
وعن أهداف الهجوم البرى أوضحوا أنها السيطرة على مدينة غزة واغتيال قادة حركة حماس التى تسيطر على القطاع بشقيهم السياسى والعسكرى.لا يتفق الكاتب الصحفى فى وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية والمتخصص فى الشأن الفلسطينى صلاح جمعة مع المبرّرات الإسرائيلية لتأجيل الهجوم.
وفي تعليقه أرجعه إلى الصُّعوبات التى ستواجه إسرائيل ومنها:
إسرائيل لديها 3 سيناريوهات للتوغل الأول التمركز فى الأراضى الزراعية القريبة من المبانى لفترة طويلة لتضييق الخناق وتحسين شروط التفاوض فيما بعد والثانى التوغل فى مناطق بعينها بعد تقسيم قطاع غزة إلى 3 مناطق والثالث الاجتياح البرى الشامل. لكي تسيطر إسرائيل على كل القطاع يجب أن تدخل كل منزل وكل شارع بأعداد ضخمة للغاية وعتاد كبير؛ وهنا ستكون المواجهة شرسة للغاية ما يعنى نتائج كارثية للإسرائيليين والفلسطينيين. وحتى إذا ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل؛ فمن المستحيل السيطرة على القطاع دون خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. الحرب البرية ستكون قرارا له بداية لكن لا أحد يستطيع التنبّؤ بنهايتها. إذًا إسرائيل تعى تماما أن سيناريوهات الاقتحام ستكون كارثية وتلقى بظلالها على الأوضاع فى الداخل الإسرائيلي. كذلك هناك ضغط عالمى على إسرائيل نتيجة قصفها الوحشي لغزة وخروج مظاهرات ضدها. كما أنه يوجد موقف عربى قوى رافض للتهجير، ولن يسمح باستمرار هذا العدوان.وفى مصر اجتمع الرئيسى عبدالفتاح السيسى مع مجلس الأمن القومى وهى أعلى جهة عسكرية فى البلاد ودعا لعقد قمة دولية إقليمية قريبا جدا لبحث الأزمة. كل هذه التطوّرات أسهمت فى ضغط قوى لمنع وتأجيل الاجتياح البرى الشامل.يتفق الخبير العسكرى جمال الرفاعى فى الكثير من النقاط السابقة مضيفا :
تتجنب إسرائيل عمليات الاجتياح البرى للقطاع منذ أكثر من 20 عاما لكثافته السكانية. قطاع غزة مساحته الكلية نحو 350 كيلومترا ولك أن تتخيل أن هذه المساحة تدور فيها معارك بين 40 ألف مقاتل من حماس و300 ألف جندى إسرائيلى الخسائر إذًا ستكون كارثية على الطرفين. إسرائيل هشة ومفككة من الداخل، ويصعب أن تتحمّل هذه الخسائر خاصة أنه قد يسقط فيها 50 ألف جندى إسرائيلى قتيلا. لكى تنجح إسرائيل فى هذا الاجتياح يجب أن تقتلع المنازل من أماكنها. حركة حماس أيضا طوَّرت نفسها عسكريا للغاية، ومن المتوقع أن يدخل حزب الله فى هذه المعركة. بالنسبة إلى إسرائيل التفاوض ووقف إطلاق النار أفضل لها.تقول نيويورك تايمز في تقريرها المشار إليه إن مخاطر الهجوم البرى تدفع بإسرائيل نحو أشهُر من القتال الدامى فى المناطق الحضرية فوق الأرض وتحتها بسبب وجود الأنفاق.
وبعد أكثر من أسبوع منذ اشتعال الهجمات بين الجانبين فى 7 أكتوبر ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 2329، بينما وصل إلى 1400 فى الجانب الإسرائيلى مع آلاف المصابين لدى الطرفين وتواصَل الأحد القصف المتبادل بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلى.