على أبواب انطلاق موسم جديد لجنى الزيتون فى تونس تتعلق الأمال بعائداته للمساعدة فى حلحلة الصعوبات الاقتصادية فى البلاد ودعم خزينة الدولة خاصة بعد أن سجلت مؤشرات المرصد التونسي للفلاحة في شهر سبتمبر ارتفاعا فى عائدات صادرات زيت الزيتون بنسبة 56.6% رغم تراجع حجم صادراته وذلك بسبب ارتفاع الأسعار العالمية مقارنة بالسنوات الماضية.
وتعرف تونس بأن 90% من إنتاجها للزيت هو من صنف الزيت البكر الممتاز ويباع فى كل دول العالم كما أن الذهب الأخضر كما يسميه التونسيون من شأنه أن يحسن رصيد البلاد من العملة الصعبة ويعدل الميزان التجارى الغذائى الذى سجل عجزا جراء استيراد الحبوب.
وأكد كاتب عام جامعة منتجي الزيتون باتحاد الفلاحين محمد النصراوى أن قطاع زيت الزيتون يعد قطاعا حيويا يعيش منه 300 ألف فلاح في تونس ويمثل أكثر من 50% من صادرات المنتوجات الزراعية فى البلد.ورجح النصراوى أن يكون الموسم المنتظر متوسطا حيث من المتوقع أن تنتج المساحة المزروعة بأكثر من 100 مليون شجرة زيتون 200 ألف طن من الزيت جراء التغيرات المناخية والجفاف المستمر فى البلاد منذ 4 سنوات.
وتوجه تونس 80% من إنتاجها إلى التصدير بينما يتوزع الباقى فى السوق المحلية ويخضع للتسعيرة العالمية التى تتأثر بدورها بالعرض والطلب فى العالم.
وتشير توقعات الفلاحين ومنتجى زيت الزيتون إلى أن سعر اللتر منه سيتجاوز في الشتاء القادم 25 دينار تونسى أى ما يعادل 8 دولارات ويعد سعرا مرتفعا بالنظر للمقدرة الشرائية للمواطن التونسى
ورغم التغيرات المناخية وحالة الجفاف يستعد المزارعون فى تونس لافتتاح موسم قطف الزيتون مع نهاية الشهر الحالي وقد جرت العادة لديهم أن يكون بمثابة الاحتفال بالشجرة المباركة حيث يشارك كل أفراد العائلة فى عمليات الجني والفرز.
وتخلق أجواء جنى الزيتون فى محافظات تونس حركية اقتصادية مهمة وتسمح بتوفير مواطن شغل موسمية تمتد لقرابة الأربعة أشهر لعمال وعاملات القطاع الزراعى.
هذا ويأمل الفلاحون أن تنزل الأمطار فى الأيام الأخيرة قبل انطلاق الموسم فى الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر حتى تساعد على تحسن جودة الزيت ونسبة استخراج الزيت من الزيتون وتغيير وضعية الشجرة.ومن جهته قال المدير العام لديوان الزيت حامد الدالى أن تونس تحافظ على نفس معدل الإنتاج فى مادة زيت الزيتون طيلة السنوات العشر الماضية وتنافس أكبر المنتجين فى العالم من حيث الجودة.
وأشار الدالى إلى أن الصابة فى تونس تأثرت بصفة كبيرة بالتغيرات المناخية وندرة الأمطار كما يبدو الحال مشابها في إسبانيا التى فقدت 40% من إنتاجها المعتاد وكل دول الاتحاد الأوروبى التى تراجع إنتاجها لزيت الزيتون هذا العام.
وبخصوص الأسعار يوضح الدالى أنها حرة وخاضعة لضوابط السوق العالمية وهو أمر معلوم لدى الفلاحين والمستهلكين وقد تجاوزت فى بعض الأحيان 10 دولارات للكيلوغرام فى الوقت الحالى بسبب نقص الإنتاج فى إسبانيا التى توفر نصف الإنتاج العالمى.ويؤكد مدير ديوان الزيت أن السلطات في تونس تعمل على وضع خطط لمواجهة التغيرات المناخية وتأثيراتها على إنتاج زيت الزيتون بتوزيع مشاتل جديدة من الزيتون مقاومة للتغيرات المناخية والحرص على تحليل جودة الزيت بشكل دوري للمحافظة على تنافسيته.
الجدير بالذكر أن تونس كانت قد حققت أعلى مستوى إنتاج فى الموسم 2019 بانتاج قياسى بلغ 440 ألف طن من زيت الزيتون ليتراجع الإنتاج بعدها بسبب نقص الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.