العالم يرخى إذنه مرغما ويُنصت حين يتحدث العُظماء فالتاريخ لا يصنعه إلا رجالُ عُظماء ولا يُرمم ندباته إلا عقول الحكماء وأحكم العقول من سمع وفهم وأدهى الساسة من وعى ماهو خارج الصندوق وداخله، وحديث العظماء يُكتب بماء من ذهب على جبين التاريخ فلا يُمحى ابدًا ذلك ما أحدثه لقاء سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان آل سعود فى قناة Fox News مساء البارحة والتى جاءت قريبة زمنيًا من إحتفال المملكة العربية السعودية بيومها الوطنى الثالث والتسعين تحت شعار نحلم ونحقق.
كيف لهذا العالم أن لا يُرخي سمعه ويترقب ونحن شعب يرنو للقمة منذ سأجعل منكم شعبا عظيما تلك التى أطلقها مُؤسس هذه الدولة معزى الأول وصولاً إلى أنا أعيش بين شعب جبّار وعظيم التى قالها معزي الثاني وهو يدفع عجلةً هذه البلاد نحو القمة ليشحذ بها همة رجال الصحراء الاشاوس الذين لا تهنأ لهم عين ولا تهدأ لهم روح حتى يبلغوا قمة الطموح.
إن الرجل الذى قال الشعب السعودى مؤمن بالتغيير وهم من يدفعون ذلك هو نفسه ذلك الرجل الذى يقف كالجبل خلف هذا الشعب العظيم فلولا ثقته العظيمة فى سواعد ابناء هذه الأرض لما استطاع الشعب أن يدفع عجلة التنمية بكل هذا الحماس فالزاوية الأساسية التي يرتكز عليها هذا التغيير هى هّمة عراب التغيير ولى عهدنا المُفدى.
كيف لهذا العالم أن لا يُرخى سمعه ويترقب وقد شاهد بعيون شاخصة ثورة رجال الصحراء وانتفاضة ولي العهد الأمين فى وجه الفساد اللعين، وإجتثاث جذوره وتطهير مؤسساتنا من توابعه وأعوانه حتى أصبحت خدماتنا الحكومية مضرب مثل فى الدقة والمصداقية لكثير من الدول فلا عجب ولا عُجاب حين يقول سيدى السعودية أكبر قصة نجاح فى القرن الواحد والعشرين إنها حقًا دولةُ سعودية رابعة نهضت كشابة قويةٍ فتية أذهلت كُل عدوٍ حاقدٍ كان يتمنى سقوطها.
فليُرخى هذا العالم سمعه طواعية وليفهم أن أرض يقودها الرجال الخلص الأوفياء الذين سهروا الليالى ذوات العدد من أجل قيام هذا الصرح العملاق وليعلم أننا علامةُ فارقة فى تاريخ الأمم والشعوب وأننا إنموذج للشخصية السعودية التى تعتمد على منظومة من القيم ترتبط بإرثنا العظيم، ومبادئنا الإسلامية الراسخة.
كلمات سيدى ولى العهد البارحة كانت بمثابةٍ إحتفاء مبكر بيومنا الوطني فلقد والله مُلئت فخرا وشموخا وإعتزازًا وإنتماء وحق لكل مواطن سعودى أن يرفع رأسه شموخاً وفخراً بما تحقق على أرض وطنه المعطاء من نهضة شاملة ويدعو الله أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها وأن يحفظ ولاة أمرها وأن يديم عليهم الصحة والعافية ولكن ليعلم كلُّ مواطن أن حبَّ الوطن ليس فى كلماتٍ تقال أو عباراتٍ تسكب أو قصائدَ تُنشد وإنما هو فى عطاء غير محدود وخدمة لأبناء الوطن وبناته ودعاء دائم لولاة الأمر بالعزّ والتمكين.