((حديث إلي سيادة الرئيس)) مع بداية الإجراءات للإنتخابات الرئاسية القادمة وإنتشار الحديث بحذر عن ضرورة وجود بديل للسيد الرئيس للفترة المقبلة في ضوء صعوبة الحالة المعيشية التي تولدت نتيجة الإرتفاع الجنوني في كافة السلع والخدمات إلي الدرجة التي أوصلت الكثيرين إلي صعوبة تخيل إستمرار الأمور على هذا الوضع وإعتقادهم بأن إحتمالية وجود هذا البديل ربما تحمل إنفراجة في تلك الأزمة.. والذي يُرجعها الكثيرون للتسرع في عملية التعويم وعدم ترتيب الأولويات في أوجه الإنفاق للمليارات التي إقترضتها الحكومة والتي قامت بإنفاقها في مشروعات تنموية لقطاع واحد ذات عائد طويل الأجل بدلاً من التركيز على المشروعات الإنتاجية سريعة العائد .. ومع حلول سداد أقساط تلك الديون دون تحقيق عائد منها تأزمت الأمور وأضطرت الدولة للبحث عن مصادر داخلية وخارجية يمكن من خلالها توفير قيمة أقساط تلك الديون الأمر الذي وصل إلي تصدير ما تطوله الأيدي من سلع لتدبير العملة الصعبة مما زاد الأمر صعوبة ورفع أسعار السلع والخدمات بشكل دوري ويومي تقريباً أوصل الناس نتيجة الغضب إلي إنتشار الحديث عن ضرورة وجود البديل بإعتباره الحل المنتظر لمشاكلهم.. وهنا يأتي السؤال هل ما يردده البعض نتيجة حالة الغضب الشديد من الحالة المعيشية والإقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد حالياً هو بالفعل نتيجة كره أو عدم قناعة بقيادة السيد الرئيس وإنجازاته ومسئوليته عن الحالة التي تمر بها البلاد وهل هم مقتنعون بما يقولوه بشأن رغبتهم في البديل؟؟ أم أن ذلك مجرد تعبير فقط عن حالة الغضب من الحالة المعيشية الصعبة ؟؟ علاوة علي صرخات المتضررين الذين أزيلت منازلهم لتنفيذ المحاور والمشروعات التنموية الجارية.. والإجابة من وجهة نظري أن أحداً من المحبين لهذا الوطن والمنصفين يمكن أن يشكك في مدي وطنية الرجل وصعوبة المرحلة التي تولي فيها زمام الأمور وإخلاصه لوطنه وحبه لشعبه وحالة الإلتفاف النادرة للشعب خلفه وشعورهم برغبته الصادقة في بناء دولة حقيقية بالشكل الذي يليق بها بين الأمم أو ينكر أحد لحجم الإنجازات التي حققها الرجل والمشروعات العملاقة التي تم إنجازها في كافة ربوع الوطن ولعل تحمل المصريون للأعباء الكبيرة التي ألهبت ظهورهم ما كانت سوي نتيجة للإيمان والثقة في حلم هذا الرجل وصدقه ونبله وإنسانيته ورغبته الحقيقية في تحقيق حياة كريمة لهذا الشعب لمسها الناس علي أرض الواقع في كل مكان وعمل هو من أجل تحقيق هذا الحلم ليل نهار في ظل ظروف إقتصادية عالمية عطلت كثيراً تحقيق هذا الحلم منها حالة الركود الإقتصادي وكساد التجارة العالمية وتأثيره علي دخل قناة السويس ووباء كورونا. وتاثيره علي عائدات السياحة وعودة ملايين العاملين بالخارج وتأثر التحويلات النقدية منهم بالطبع وهروب عشرات المليارات من الدولارات إلي بنوك خارجية بعد رفع الفائدة كملاذ أمن لتلك المليارات هناك بعد الفشل في تثبيت سعر الصرف لدينا ثم وقوع الحرب الروسية الأوكرانية علاوة علي إستقبال الملايين من الإخوة العرب الذين ضاعت بلادهم وإدارة ظهور البعض من الدول العربية لنا بالإضافة إلي رفض فكرة نهضة مصر وريادتها ووصولها للمكانة التي تستحقها من أطراف كثيرة ولأسباب عديدة.. ولا ننكر بالطبع أن الشعب قد تحمل كثيراً وأنتظر في البداية ستة اشهر ثم عامين ثم عام آخر ليري بلدا غير البلد كما وعد سيادته ومع طول المدة وتأخر جني الشعب لثمار الإصلاح التي وعد بها سيادته لأسباب خارجة عن الإرادة وزيادة الأسعار بشكل غير مسبوق بدأ يتسرب إلى النفس شئ من اليأس في أن البلد قد دخلت في نفق مظلم لا خروج منه وأن الإفلاس قادم لا محالة وفق ما تروج له قنوات مشبوهة وأقلام مأجورة وأن البديل ربما يحمل الإنفراجة وهو ما بدأ البعض يعزف عليه متحيناً الفرصة لتأليب الشعب علي رئيسه متوهماً أن البديل هو الحل الأمثل ولكن رغم كل حالة الغضب التي تنتاب الناس ولهم الحق في ذلك تماماً.. فإن درجة الوعي لديهم رغم كل ما يعانوه تؤكد على فهمهم التام لمدي إخلاص ووطنية هذا الرجل وصدق حلمه في تحقيق حياة كريمة لشعبه وحجم مجهوده في سبيل تحقيق هذا الحلم – رغم تأخر تحقيقه – وعلاقته بربه وحرصه علي رضائه كما أنهم علي يقين أن البديل لن يكون حلاً لمشاكلنا بأي شكل من الأشكال ليس نفاقاً أو تملقاً لأحد ولكن لأن فكرة البديل الآن هي فكرة كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى فالمشروعات العملاقة التي تم البدء فيها والتي إبتلعت أغلب القروض لن يعمل أحد علي إنهائها لأنها ستُنسب لصاحب البداية فبها وهو ما لن يعجب البديل بالطبع مما يجعله يدير ظهره لتلك المشروعات ويبحث عن حلول أخري ستُغرقنا في بحر ديون جديدة لا قدرة لنا عليها ويُحمل كل فشل قادم في عملية الإنقاذ لمن سبقه علاوة علي خطورة وجود حالة من الصراع على السلطة تُعيدنا إلي المربع رقم واحد مضافاً إليه مائة وستون مليار دولار حجم ديون خارجية حالية.. وضعف جديد للدولة في منطقة ضاعت كل دولها تقريباً.. فما هو الحل الآن للخروج من تلك الأزمة الخانقة.. الحل من وجهة نظري المتواضعة ومن مواطن عاشق لتراب هذا الوطن أن يخرج علينا الرئيس في حديث مكاشفة صادقة كعهده ومن القلب حتي لا يترك الناس فريسة لبرامج مسمومة.. وبعيداً عن البرامج المعلبة والمصطنعة وأراء ومقترحات أصحاب المصالح الذين يمثلون نسبة النصف بالمائة ليشرح للبسطاء ومحدودي الدخل ومعدوميه الذين يمثلون ظهيره وسنده الحقيقي الذين ليس لهم مركب آخر يقفزون تجاهه أو وطن بديل يفرون إليه وليوضح لهم رؤيته لكيفيه الخروج من تلك الأزمة وسبل الحل والإجراءات والتبعات اللازمة لذلك علي أرض الواقع وبوادر وتوقيت إنفراجها والإعلان عن إطالة الفترة الزمنية اللازمة لعملية الإصلاح للتخفيف عن كاهل المواطنين من بعض الأعباء التي لم يعودوا قادرين على تحملها مع وعد من سيادته بتشكيل هيئة عليا من خبراء الإقتصاد وغيرهم والإستماع والتحاور معهم في سبيل الخروج من تلك الأزمة الطاحنة علي طريقة الحوار الوطني وليس الإلتفات عن آرائهم أو عدم الأخذ بها كما جاء بحديث سيادته بشأن قرار التعويم الذي شاب تطبيقه بعض المشاكل مدركاً سيادته أن علاقته وقربه من المولي عز وجل وإن كان منحه القدرة علي تشخيص المشاكل وطرح طرق الحلول لها فإن الأحداث والصراعات العالمية المتشابكة والتدخلات الاقتصادية المعقدة وتعارض المصالح الدولية وأمور أخري كثيرة تجعل إلمام شخص واحد بها دون الإستماع لأهل الخبرة والإستعانة بمؤسسات الدولة هو أمر يحمل في طياته الكثير من المخاطر ولا خاب من إستشار وأن لكل جواد كبوة.. كما أن للنجاح ألف أب ولكن للفشل أب واحد.. لو فعلتها سيادة الرئيس حينها سيكون الجميع من خلفك من أجل تحقيق حلمنا وحلمك لأننا ما زلنا مؤمنين به وأنك عاشق لتراب وطنك ومن خير من أنجبت هذه الأرض الطيبة.. وحين تنفرج الأزمة ويشعر الناس بعائد الإصلاح ستهدا العاصفة وتعاود سفينة الإصلاح إبحارها من جديد بتفائل اكبر وأعباء أقل وحينها سيخرج الناس إلي الشوارع تطالب ببقائك مدي الحياة ولتعلم أن غضب بعض الناس الحالي منك ليس كرهاً لك.. لكن مهما كان حب الناس لك ومحبتهم لشخصك والتحمل جبراً لخاطرك بما لم يتحمله شعب مع رئيس سابق.. فلن يقاوم هذا الحب أمام أب يقف عاجزاً أمام تلبية إطعام أبنائه وسد إحتياجاتهم وسيكون فريسة سهلة للتلاعب بأفكاره من أعداء هذا الوطن في سبيل إسقاطه.. ولن يكون ذلك بعون الله.. وفقك الله ورعاك وسدد علي طريق الخير خطاك.. وحفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه.. لذلك أؤيد السيسي رئيساً..