الوفاء بشروط النهضة الحضارية والثقافية خلف سلوكيات زائفة مرتبطة بتراجع المبادئ، لأن الاتجاه العام في تدبير شؤون الأمة للأسف قد انخرط في مسلسل تدمير التراث القديم، حيث تم فتح الباب أمام مياه الصرف الصحي الملوثة التي تجر المآسي والقاذورات لقاطني البيت المعمور دون سابق إنذار أو احترام للأصول المعهودة، المشهود لها بالاستقرار الإجتماعي كأساس بنيوي في تحديد الأولويات انطلاقا من المبادئ الإسلامية السمحة التي صححت جميع الخروقات التي شابت الأفكار البشرية منذ الأزل. إن عدم السماح للأمم بالإستقلال الذاتي وصمت شعوبها و خوف القادة من التنحية المجبرة، زاد من تفاقم الأوضاع السلبية التي تسببت فيها المراهقة المتأخرة لدى بعض ضعاف البصيرة من ربابنة الفساد في احتضان الأوحال التي تلوح باستخدام الجاه والقوة غايتها ضرب القيم ودحض الحضارة باسم الحريات وحقوق الإنسان. لأن هناك مجالس إدارية تتحكم عن قناعات كمسلك مباشر في الدول ورؤسائها وجيوشها تسمى مجلس إدارة العالم، أنظمة متباينة في خلفياتها التصورية. هذه المؤسسات تضم شركات اقتصادية عملاقة وليس الجيوش كما يظن البعض، أجندتها الشذوذ ،المناخ، الرقمنة. إذ تزامنت الأحداث بالتزام العمامة باستقبال القمامة بقرار رسمي تعتقد أنها لبت طلب شعبها في إطار مؤسسة ديمقراطية متفتحة على العالم، لكن الملف الحقيقي يؤكد الرضوخ المشروط أمام غطرسة التيارات الخارجية من أجل هدم قمة الهرم الصلب ومسح البصمة السامية واستبدالهما بما يسمى “بمحبوبة الجماهير ” التي كلفت الملايير في أرض جرداء أغلب سكانها يفتقدون إلى أبسط شروط العيش. فإن ابتلاع جهود الأمة من تحديات وكرامة يعتبر قطيعة فكرية روحية عميقة تستبعد العلاقة التفاعلية الإيجابية انطلاقا من التفاوت بين المنطق والتهويل والحرص على البيانات التي لا ترقى الى مستوى البراهين الاستدلالية.