كتبت ٱية معتز صلاح الدين ..إنعقد مساء أمس الاثنين صالون الدكتور صديق عفيفى بحضور كوكبة من أساتذة الجامعات والإعلاميين وأعضاء الروتاري والمثقفين والشعراء وقد أدار الصالون الاستاذ الدكتور صديق عفيفى رئيس مؤسسات طيبة التعليمية ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت وبحضور الاستاذ الدكتور محمد البنا مدير الصالون فى بداية فعاليات الصالون رحب الاستاذ الدكتور صديق عفيفى بالحاضرين مؤكدا أنه سيكون هناك حوار مفتوح مع بعض الفقرات الشعرية والغنائية وعقب ذلك قامت الشاعرة السورية الأستاذة خديجه مكحلى بالقاء عدد من قصائدها ومنها قصيدة فى حب مصر وهى قصيدة ” يا مصر “كما ألقت قصيدة “ودعت حبك” وسط اعجاب الحاضرين وعقب ذلك أعلن الأستاذ الدكتور صديق عفيفى أنه بصفته مؤسس نادى روتارى سقارة فقد كان هناك اجتماع قبل بدء الصالون مع قيادات روتارى سقارة وقد تم الاتفاق على القيام مرة أخرى بتقديم مساعدة لمستشفى الجذام “مستعمرة الجذام “تتمثل فى تقديم معونات غذائية وتحسين مستوى الاماكن التى يبيتوا فيها داخل المستشفى ومستوى المطبخ وتحسين الوضع بصفة عامة خاصة أنه للاسف لان مرض الجذام مرض معدى فلا أحد يذهب لهم وأشار أنه سبق منذ سنوات تقديم معونات ومساعدات من روتارى سقارة لتحسين الأوضاع هناك وفى تعقيب لها أكدت الدكتورة سامية العزب الأستاذ بكلية طب الاسنان أن مستعمرة الجذام تحتاج بالفعل إلى مساعدات خاصة أن الجميع يخشون الذهاب الى هناك لان المرض معدى ثم تطرق الاستاذ الدكتور صديق عفيفى إلى قضية رغبة بعض الشباب فى العمل خارج مصر وفى هذا الشأن قال الاستاذ الدكتور صديق عفيفى أنه فعل عكس ذلك حبا فى مصر عندما حصل على الماجستير ثم الدكتوراة فى انجلترا كان المشرف على رسالته للدكتوراه دكتور جوردون فى جامعة برادفورد معجبا بمستواى وذكائى ولذلك عقب حصولى على الدكتوراة تحدث معى أنهم فى جامعة ليفربول تحدثوا معه عن رغبتهم فى إنشاء كلية للدراسات العليا وأنه اقترح عليهم أن اتولى عمادة هذه الكلية وابلغنى دكتور جوردون أن أسافر فى اليوم التالى لمقابلة اللجنة المختصة بالاختيار واضاف الاستاذ الدكتور صديق عفيفى أنه ذهب بالقطار بالفعل فى اليوم التالى وعندما وصل وجد حوالى 12 شخصا منتظرين أيضا للقاء اللجنة المختصة منهم 7 انجليز والباقى اجانب واضاف :عندما جاء دورى فى المناقشة وجدت ترابيزة طويلة وان اللجنة تضم جميع أعضاء مجلس أمناء جامعة ليفربول وبدأت اللجنة فى اختبارى ثم وجدت احد أعضاء اللجنة يقول لى ما جنسيتك قلت له مصرى ثم تساءل بعدها من الذى أنفق عليك فى الحصول على الماجستير والدكتوراه من انجلترا ؟ قلت له الحكومة المصرية تقوم بعمل بعثات للطلاب الاوائل. على نفقة الحكومة فبادرنى هذا الاستاذ قائلا : وهل من العدل والانصاف أن تنفق عليك الحكومة المصرية مئات الآلاف فى خمس سنوات ثم بعد ذلك تخذلهم ولا تعود لبلدك واضاف الاستاذ الدكتور صديق عفيفى أنه أجاب على هذا السؤال الذى وجهه له الاستاذ الانجليزى قائلا : انا قررت أنه إذا حصلت على هذه الوظيفة أن أعمل واتدرب أكثر ثم بعدها اعود كى افيد بلدى بشكل أكبر وقد أعجب الاستاذ الانجليزى بهذه الإجابة وفى اليوم التالى اتصل احد أعضاء اللجنة من جامعة ليفربول بالدكتور جوردون وقالوا له نحن نشكرك وقد قررت اللجنة اختيار الدكتور صديق عفيفى للوظيفةوهى عميد كلية الدراسات العليا بجامعة ليفربول فشكرت المشرف على رسالتى للدكتوراة دكتور جوردون وقلت له اننى سوف اكون على قدر المسؤولية فرد الدكتور جوردون أنه واثق من ذلك وابلغنى أن مجلس الكلية فى جامعة برادفورد قرر طبع رسالتى فى الدكتوراة وكانت فى التسويق وتوزيعها على الشركات الإنجليزية أنذاك للاستفادة بها واضاف الاستاذ الدكتور صديق عفيفى أنه عقب ذلك وصل له خطاب يتضمن أن عليه أن يذهب الاسبوع القادم ٱنذاك لاستلام الوظيفة وأشار الأستاذ الدكتور صديق عفيفى أنه عندما تلقى هذا الخطاب اتخذ قرارا بعدم استلام الوظيفة والعودة إلى مصر لشدة الحنين الى الوطن وأنه ذهب إلى دكتور جوردون لإبلاغه بالقرار وقد أنصدم بهذا القرار الا أننى شرحت له أن الحنين الى وطنى مصر هو السبب فى هذا القرار وتساءل الاستاذ الدكتور صديق عفيفى لماذا نجد بعض الشباب الٱن لديهم رغبة فى ترك الوطن والعمل خارج مصر ؟ وطرح الأمر للنقاش ومن جانبه قال الاستاذ الدكتور محمد البنا استاذ الاقتصاد ومدير الصالون أنه يرى سببين لهذا الأمر الأول هو البطالة والثانى هو التضخم الذى يؤدى إلى زيادة الأسعار مع وجود شريحة لديها دخول منخفضة مثل الموظفين وأصحاب الدخول الثابتة ولكن هناك سياسات لمواجهة هذه الأمور من البنك المركزي ووزارة المالية وأكد الأستاذ الدكتور محمد البنا أهمية الاستفادة من هؤلاء الشباب باعتبارهم رأس المال البشري وهو ما قامت به بالفعل دول شرق ٱسيا ولذلك بالفعل كما ذكر الاستاذ الدكتور صديق عفيفى أنه يجب أن يكون هناك تدريب وأكد أن أمريكا لأنها تهتم برأس المال البشري وتطور من اداءهم لذلك فإن امريكا تنتج وحدها 25%مما ينتجه العالم كله ومن هنا يزيد الدخل القومى حيث أنهم يقوموا بالتدريب للكوادر البشرية مع توفير رعاية صحية كبيرة واضاف أن أمريكا تستورد رأس المال البشري مثل أيضا استراليا ونيوزيلندا ودول الخليج واكد الأستاذ الدكتور محمد البنا أن البيروقراطية فى مصر هى اكبر عائق وأشارت الأستاذة رشا جوهر مدير تعليم الكبار والتعليم المستمر بأكاديمية طيبة إلى أن تراجع دور المدرسة ووسائل الإعلام عن التوعية بقضية الانتماء هو السبب وقالت أننا قديما اكتسبنا من المدرسة ووسائل الإعلام أهمية الانتماء للوطن لكن الان تركنا الأبناء فريسة لمواقع التواصل الاجتماعي وأكد الأستاذ محمد فرغلى الصحفى بالمصرى اليوم أن السبب وراء هذه الظاهرة هو التعليم لانه لا توجد برامج لتأهيل الطلاب ولا توجد مناهج لترسيخ الانتماء للوطن لأن المناهج عقيمة وتعقيباً من سيادته قال الأستاذ الدكتور صديق عفيفي ليس كل المؤسسات التعليمية لا تؤدي دورها وهناك مؤسسات تقوم بدور كبير جداً واكد ان التعليم هو الباب الوحيد للتقدم بحيث يساهم في تقدم البلاد. واشار انه زار دول كثيرة جداً لكن اكثر دولة تأثر بها كانت ماليزيا لانه لا توجد موارد وبلد صغيرة ومع ذلك استطاعوا ان يتقدموا وان تصبح جامعاتهم من ضمن جامعات القمة على مستوى العالم، لانهم اهتموا بالتعليم وتحدث الدكتور علي عثمان زميل جمعية المحاسبين المصرية فقال ان عدد سكان الصين 1,5 مليار نسمة ولم نسمع ان هناك هجرة ومع ذلك معدل النمو الاعلى في العالم على مدى سنوات والهند ايضاً مليار و300 مليون نسمة وتقدموا وحققوا تنمية اذا المشكلة هي مشكلة ادارة ،وتحدث الاستاذ الدكتور احمد صديق مساعد رئيس اكاديمية فأكد ان التعليم في مصر متميز جداً سواء جامعي او قبل الجامعي ويخرج كوادر بشرية مميزة على مستوى العالم والمهندس والطبيب المصري وعندما يخرج خارج مصر يثبت وجوده ونجد مثلا انه على سبيل المثال مثال مشرف الدكتور صديق عفيفي الذى تم اختياره لتولى عمادة كلية الدراسات العليا بجامعة ليفربول أى أن دولة عظمى تعرض عليه ان يتولى منصب رفيع واضاف أن هناك برامج ريادة الاعمال اصبحت تدرس في الجامعات المصرية وهناك تطور في المناهج ونأمل في مزيد من التطور. واشار الاستاذ الدكتور احمد صديق ان جزءا من التحديات التي نتعرض لها ان الاعلام كان له دور من قبل في بناء عقول وافكار الشباب لكن الان الشباب يتعرض للسوشيال ميديا وقنوات فضائية وهناك برامج موجهة تستهدف شبابنا العربي وتأتي هذه البرامج من دول ايضاً لمحاربة وافساد الشباب ويجب ان نؤمن بقدرات شبابنا ونقوم بتنميتها لصالح بلدنا وهناك ايضا من يحاولون رسم صورة ذهنية ان البلاد الأوروبية هي جنة هي الاحلام و بلاد الاحلام لكن عندما يسافر الشباب يكتشف انها ليست كذلك. وتحدثت الاستاذة هبة حسان من العلاقات العامة بأكاديمية طيبة فأشارت الى ان الجامعات الاسرائيلية تحتل المراكز الاولى في تصنيف افضل الجامعات في الشرق الاوسط وايضا تحتل جامعات سعودية مراكز متقدمة وتحدث اللواء محمد الفنجري محارب قديم فقال ان هناك قصور من الدولة فقد كانت قديما ترعى الشباب المتفوق من خلال مدرسة المتفوقين وكان يتم تنمية هؤلاء الطلبة لكن الان لم يعد هناك اهتمام بمثل هذه المدرسة واشار ان أحد أقاربه هو الدكتور شريف علي عبدالفتاح المخزنجي ابن وزير الصحة المصري الأسبق ذهب لبريطانيا وتخصص في علم الاجنة وهذا التخصص غير موجود في مصر وحصل على الدكتوراه وظل خمسة وعشرين عاماً يعمل في بريطانيا و يعود احيانا الى مصر لكن عندما حاول العودة الى مصر نهائيا رفضوا تماماً وقدموا له العديد من الامتيازات في بريطانيا حتى لا يعود وتحدثت الدكتورة هدى نايل فاشارت ان الدولة العثمانية اخذت الصناع المهرة و قامت بتسفيرهم الى الاستانة وأضافت ان الرئيس جمال عبدالناصر اسس مصانع كبرى مثل الغزل والنسيج ومصنع الحديد والصلب لكن عندما حدث الانفتاح في عهد السادات ضعفت تلك الصناعات و جاء الرئيس حسني مبارك الذي قام بخصخصة تلك المشروعات وتحدث الأستاذ الدكتور صديق عفيفي قائلا :يجب ان نضع فترة زمنية للتعليم اي نركز على التعليم لفترة زمنية معينة من اجل مستقبل الاجيال القادمة واشار الاستاذ الدكتور صديق عفيفي ان المدارس الحكومية لم يعد فيها تعليم لان المعلمين لا يذهبوا إلى المدرسة وايضاً الطلبة و يلتقي المعلم مع التلميذ في مراكز الدروس الخصوصية، لكن في القطاع الخاص الجامعي وقبل الجامعي هناك خدمة محترمة لان رجال الاعمال الذين يمتلكون تلك المشروعات يريدون تقديم خدمة متميزة، مثلا نحن على سبيل المثال في اكاديمية طيبة إضافة إلى التعليم الجيد فإن ابناءنا يحصدون المراكز الاولى في المسابقات الدولية والاقليمية والمحلية و احد ابناء اكاديمية حصل على المركز الاول في كوريا حيث قدم فكرة جديدة بخصوص توليد الطاقة من الهواء و هو المهندس مصطفى القرني ،و قد قدمنا هذا الشاب بعد تخرجه للعديد من الجهات الحكومية للاستفادة منه واضاف الاستاذ الدكتور صديق عفيفي ان هناك بيروقراطية في بلادنا تعطل “المراكب السايرة ” واشار انه عندما ذهب الى العمل في الكويت في بدايات السبعينات بعد أن جاءه عرض من السفير الكويتي وتابع الاستاذ الدكتور صديق عفيفى : وبالفعل سافرت إلى الكويت والتقيت بالعميد وقلت له انني لن اكتفي بالتدريس فقط بل ساقوم بانشطة طلابية فوافق وتم فعلا عمل انشطة طلابية كبيرة جدا لكل الطلاب كما انشأنا مركز الهوايات وكل من عنده هواية يمارس تلك الهواية سواء عزف او غناء او غير ذلك ونجحت هذه الفكرة نجاحاً كبيراً كما انشأنا مركز تدريب واستشارات للوزارات وجاءتنا بالفعل بعض الوزارات للحصول على استشارات مثل وزارة التجارة والصناعة ووزارة العمل وغيرها. لذلك لابد من بناء الطالب بناء كاملا.واكد الاستاذ الدكتور صديق عفيفي اننا مستمرون في الصالون فى مناقشة قضية التعليم ومواجهة بعض التحديات في مجال التعليم.واختتم الصالون بفقرة فنية قدمها المايسترو الدكتور مصطفى احمد حيث قدم العديد من اغانى التراث.