في البداية أعتقد وبما لا يدع مجالا للشك أن جميع المصريين وفي كل المحافظات والمدن والقرى والشوارع والحواري والأزقة يعرفون ” كرداسة” والتي عرفت في التاريخ الاسلامي بأن كلمة ” كرداسة“تنقسم إلى قسمين “كر” وتعني كر الخيوط و الثاني ” داسة” من دواسة النول اليدوي والذي يصنع النسيج .
وعرفت كرداسة في التاريخ الحديث بحادثتين .. الأولي .. عام ١٩٦٨ وحادثة ” الشيخ السيد نزيلي” والثانية .. عام ٢٠١٣ وحادثة ” مذبحة كرداسة”
دعونا ننطلق ونتحدث عن كرداسة والتي تغيرت كثيرا بكل مظاهر الحياة والعادات والتقاليد وأصبحت وسادت عادات غريبة في كل المناسبات الافراح والمأتم والاعياد والزواج والطلاق..
شاهدنا الافراح وتكاليفها وما تخللها من البذخ وأصبح الكل يقلد حتي ولو لم يكن لديه قدرة التقليد حتي المأتم أصبحت غريبة فنجد من ينصب العزاء بالشارع ويمنع المارة من حرية التحرك وايضا يدفع الآلاف من الجنيهات في تكاليف نصب العزاء ” الصوان والفراشة ” وظهر جليا الفارق بين عزاء الغني والفقير .
انتشار البلطجة .. كان الكبير كبيرا يحترم وكان الصغير صغيرا يربي ومهما كان الأمر فكلمة الكبير يسمعها الصغير حتي لو لم تكن تعجبه من وجهة نظره . ولم يكن هناك متمردا أو شريرا أو بلطجيا ولكن الآن نجد من يتحرش ويبلطج ويتعاطي المخدرات ويرقص في الشارع ويعتدي علي معلميه ويعتدي علي جاره ولا يحترم الكبير ويعيش في الأرض فساداً..
شاهدنا مشاجرات بسبب لعب الاطفال يسقط فيها قتلي !!! شاهدنا السنج والسيوف !! شاهدناالمولوتوف!! شاهدنا البناطيل المقطعة !! شاهدنا الكلاب المخيفة في يد الشباب في الشوارع !! شاهدنا شباب يسيرون في الشارع يلبسون ” الشورت ” دون حياء أو خجل !! شاهدنا عادات حميدة تختفي وتحل محلها عادات غريبة خبيثة !!
تلك هي المظاهر . فماذا عن الأسباب ؟؟؟
١. غياب الأمن أو قلته بسبب عدم وجود مركز شرطة وما يتبعه من نتائج عدم وجود مركز شرطة كرداسة في عاصمة المركز بعد نقله إلي القرية الذكية بعد مذبحة كرداسة ٢٠١٣
٢. عدم وجود خدمات قضائية أو شرطية كاملة من نيابة ومحكمة وسجل مدني وتجنيد ومطافي ومستشفى مركزي … الخ ٣. الموتوسيكلات الطائشة ٤. اختفاء الكتاتيب ٥. اختفاء القدوة الحسنة ٦. الإعلام المسيئ ٧. انكسار التعليم والقيم ٨. التشكيك في الثوابت يا سادة .. بعد تكرار جرائم القتل والسرقة والبلطجة والمخدرات لابد وأن نصبح أكثر شجاعة وصراحة ونعترف بأهمية وجود مركز شرطة داخل كرداسة فمنذ أيام قليلة قتل شاب في مقتبل العمر علي يد بلطجي وسوابق دون ذنب اقترفه .. من أمن العقاب أساء الأدب
علي نواب كرداسة التحرك. لإعادة مركز شرطة كرداسة لعودة الأمن وفرض هيبة الدولة حتي لو تطلب الأمر تشكيل لجنة شعبية تضم رموز عائلات كرداسة لمقابلة المسؤولين للمطالبة بعودة مركز شرطة كرداسة. احنا عاوزين المركز