كتبت نجوى نصر الدين الطواف سباحة أو بمعنى أدق، تأدّي فريضة الحج أو العُمرة وأنت بتعُوم !
الكلام دا مش مُجرد تخيُّل عابر، أو فِكرة مالهاش وجود، الحقيقة إنها حصلت بالفعل أكتر من مرّة، وتُعتبر من ضمن الأحداث النادرة جدًا اللي كانت بتحصل بسبب السيُول والأمطار الشديدة اللي بتحصل في مكّة كتير قبل ما يتم استخدام المصارف المُتقدمة الموجودة حاليا
كُتب السيَر سجلت إن موضوع الطواف حول الكعبة سباحة حصل من مئات السنين، وأوّل شخص عمل الموضوع دا كان من الصحابة، وهو الصحابي (عبد الله بن الزُبير بن العوام) لمّا المطر تسبب في تغطية صحن الكعبة بالكامل، فـ قرر عبد الله إنه ينال ثواب التجربة النادرة دي، ويطوف حول الكعبة سباحة، وأكد الموضوع الإمام ابن أبي الدُنيا عن لَيث عن مُجاهد قائلًا: ما كان باب من العبادة إلّا تكلفه ابن الزُبير، ولقد جاء سيل بالبيت، فرأيت ابن الزُبير يطُوف سباحة.
من أشهر العُلماء اللي بيُنسب ليهم العبادة النادرة دي، كان البَدر بن جماعة شيخ الإسلام وقاضي القُضاة في مصر والشام وخطيب المسجد الأقصى والجامع الأزهر الشريف والجامع الأموي فترة المماليك، فـ يذكُر كتاب (كشف الخفاء ومُزيل الإلباس) إن السيول كانت عالية جدًا لدرجة إنه اضطّر يغوص في المايّة علشان يقبّل الحجر الأسود.
مكّة شهدت أمطار وسيول كتير على مَر التاريخ، لكن حسب آراء المؤرخين ولا مرّة السيول دي كانت بتوصل لدرجة مُمارسة الطواف سباحة، فيما عدا 3 مرات، المرة الأولى التي تُنسب للصحابي عبد الله، المرة التانية للعالم البَدر بن جماعة، أمّا المرة التالتة فـ بتُنسب لـ شاب عُمره 12 سنة اسمُه (علي العوضي)..
الشاب دا هو الأكثر شُهرة، ويمكن يكون هو السبب الأكبر في إننا بقينا عارفين تاريخ الطواف سباحة حول الكعبة، ودا لإنه مُوثق بصُورة فوتوغرافيّة وهو بيعُوم بالفعل من 82 سنة حول الكعبة، وتحديدًا سنة 1941 فيما يُعرف بـ (عام السيل)، وهو شاب بحريني كان بيدرس في مكّة مع أخوه وصَديقين كمان، وكانت أمنية حياته إنه يلحق يعمل عُمرة هناك قبل ما يمشي من مكّة، فـ قرر ينزل هو وأخوه وأصحابهم ويروحوا عند الكعبة، لكنهم اتفاجئوا إن السيول مغطيّة المكان بطُول حوالي مترين بسبب إن المطر كان مُستمر لمدة أسبوع بدون انقطاع لا في الليل ولا النهار، وبعد تفكير قرر علي الذي كان مُتمكنا في السباحة، إنه ينزل المياه ويعوم ويطوف، علشان يكُون آخر من قاموا بالطواف سباحة حول الكعبة، بصورة مُوثقة سجّلت اسمه في التاريخ، ومن وقتها والموضوع دا محصلش تاني، والصورة دي بالنسبة لعائلة العوضي المشهورة في البحرين فـ هي كنز وإرث لا يُقدّر بثمن لحد الآن بيفتخروا بيها حتى بعد وفاة الشيخ علي العوضي سنة 2015. تحياتي نجوى نصر الدين