ثورة الفلاحين
بقلم : محمد عتابي
*هل تعلم شيئا عن ثورة الفلاحين ؟؟
هل تعرف شيئا عن الفيلق المصري ؟؟*
، يقول الطبيب والمؤلف محمد أبو الغار إن بريطانيا أدركت مع بدء الحرب “أنها في حاجة إلى أيد عاملة مدنية تصاحب الجيش البريطاني وتقوم بأعمال كثيرة، ولجأت لتجنيد الفلاحين المصريين فيما سُمي (فيلق العمال المصري) “
أثبت التاريخ أن ثورة 1919 أول ثورة وطنية فى العالم تنفجر بعد الحرب العالمية الأولى، وأول حدث جمع المصريين على اختلاف مذاهبهم وأجيالهم كثورة شعبية. ومع ذلك نجد أن الشعارات الوطنية بالثورة لم تكن تعكس
*حقيقة ثورة*
*الفلاحين* وهو « *الجوع* » و« *بوار الزراعة* » بعد سحب أكثر من نصف القوة العاملة بالزراعة للخدمة فى الفيلق المصرى واستيلاء الإنجليز على الجمال والمحاصيل الزراعية، خاصة القطن والقمح، وأن التاريخ لم يكشف لماذا كان تعامل الإنجليز أكثر عنفا فى الريف المصرى من المدن.
والأكيد أن توفر مصادر الزراعة هو الذى غير مسار الحرب العالمية الأولى، فهى الجانب «الخفى» لحرب الصناعة.
وتعتبر أحداث تكوين *الفيلق* *المصرى* بالعنف والذى تم تسخيره بتعال وعنصرية للأعمال الشاقة المساندة للحرب (أعمال تحميل وتفريغ السفن وبناء السكك الحديدية *وبفيلق* *الجمال* ) فى سيناء وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وغرب تركيا وجزر اليونان وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا، وكذلك فرض الضرائب والإتاوات على الفلاحين لتعجيزهم عن الإفلات من الإرسال إلى الحرب هو أكبر جريمة جماعية حدثت فى تاريخ مصر الحديث،
فضلا عن انتشار الحزازات حيث وشت العائلات ببعضها البعض ليتم العفو عن أولادهم من خدمة السلطة *وتسمم الجو بالفساد* *والرشوة*
فتمزقت مصر من الأحقاد والثأر وساءت أحوال الأسر ومضت النساء يبعن حليهن وتصاعدت جرائم تتسم بالتوحش (مثل ريا وسكينة)
*ومن هنا كما يقول المؤرخون الأجانب إن إجبار الفلاحين على العمل مع فيلق العمال المصرى والاستيلاء على جمالهم ومحاصيلهم هو أهم أسباب ثورة الفلاحين 1919».*
ولهذا كان الهجوم الجماعى على القطارات وتدمير السكك الحديدية لمنع نقل المحصول والأفراد للجيش الإنجليزى ومنها حادثة قطار ديروط وقتل جميع الضباط الإنجليز (17 مارس 1919)
وقتل أكثر من 50 ألف منهم بالعمل والظروف المعيشية الصعبة وتعريضهم لمخاطر الحرب وسوء المعاملة بنسبة تتجاوز 10% من فلاحين مصر فى ذلك الوقت
. ثم انضمت إليها *ثورة المدن* 1919 فكانت الثورة الأضخم والأقوى والأصعب التى حاول الإنجليز قهرها بأقصى أنواع العنف وضرب المدنيين بالطائرات.
*إن البطولات الحقيقية ليست تلك الشخصية وإنما لجموع الناس،*
ولا يوثق الثورات إلا جهد مخلص لكشف والاهتمام بتاريخ المصريين. وإهماله يكلفنا الكثير من الحقوق كمرتبات وتعويضات عمال السخرة المصريين لدى الحلفاء فى الحرب العالمية الأولى المثبتة *بالفيلق المصرى*
والتى طالب بها سعد زغلول فى خطاباته إلى مجلس العموم وإلى رئيس الوزراء البريطانى يقول فيها
*«إن مصر تستحق مقعدا فى مؤتمر السلام فى باريس، لأن الفلاحين المصريين ساعدوا بقوة على تحقيق النصر لبريطانيا».*
ومن ثم تضيع حقوقهم. التوثيق وحده هو ما يحميها. والمثل الفج على ذلك أن مصر دفعت تكاليف تمويل عملية الفيلق بالكامل (فيما يُعرف بالحساب المُعلق/ أو القرض المصرى الذى بدأ محدودا عام 1914 ثم تضخم بالتدريج وتنازلت مصر- بضغط من الجيش البريطانى المحتل- عنه).
التاريخ الحقيقي والأبطال الحقيقيين