هيروشيما من جديد
بقلم : محمد عتابي
فى مدينة هيروشيما اليابانية اجتمع قادة الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، واليابان، وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، وكان اجتماعهم فى التاسع عشر من من أغسطس الماضي.
وتشتهر هذه الدول بأنها « *مجموعة السبع* »،
وهى مجموعة تضم الدول ذات الاقتصادات الأكثر تقدمًا فى العالم.. ولا تشتهر بهذا فقط، ولكن أيضًا بأنها دول صناعية كبرى.. وكانت صناعاتها الضخمة مع اقتصاداتها المتقدمة سببًا لأن يضمها هذا التجمع الواحد.
وإذا كان العالم على امتداده قد راح يتابع اجتماعاتها من هذه الزاوية، فإننى تابعتها من زاوية أخرى مختلفة، وكانت هذه الزاوية أن الاجتماعات كانت على أرض هيروشيما بالذات، وأن الرئيس الأمريكى جو بايدن كان على رأس القادة الحاضرين.
أما لماذا استوقفتنى هيروشيما دون بقية المدن اليابانية، فلأنها المدينة التى ضربتها القنبلة الذرية فى الحرب العالمية الثانية، فقتلت ١٢٠ ألفًا من سكانها فى لحظات!.
وأما لماذا بايدن دون القادة السبعة، فلأن الذى ضرب المدينة فى ذلك الوقت كان هو الرئيس الأمريكى هارى ترومان، الذى أعطى أوامره بتنفيذ العملية،
فانطلقت طائرة أمريكية وعليها الطيار الأمريكى المكلف، الذى لما اقترب من المدينة حام قليلًا فى سمائها كأنه يتخيل مصيرها على يديه، ثم ألقى القنبلة، فتشكلت فى سماء هيروشيما سحابة قاتمة لا تزال تسمى سحابة عش الغراب..
وهى تسمى بهذا الاسم لأنها تأخذ شكل عش الغراب، الذى يتشكل فى هيئة تجعل قاعدته العريضة لأعلى، بينما رأسه المدبب يستقر فى الأرض.
وصل الطيار إلى سماء المدينة فى الثامنة والربع من صباح ٦ أغسطس ١٩٤٥، وفى هذا التوقيت بالضبط قذف هيروشيما بقنبلته، فتحولت عظام البشر الذين أصابتهم إلى رماد!!.. وبلغت درجة الحرارة الناتجة عن العملية ما فوق الثلاثة آلاف درجة!!.. وما حدث فى هيروشيما تكرر فى مدينة يابانية أخرى هى نجازاكى، ولكن فى يوم ٩ أغسطس!.
بماذا شعر الرئيس الأمريكى حين حامت طائرته فى سماء المدينة،
كما حام فى سمائها طيار القنبلة من قبل؟!. هذا سؤال.. وكيف اختار اليابانيون هيروشيما دون سواها ليزورها الرئيس بايدن، الذى يجلس على كرسى ومكتب الرئيس ترومان؟!.. هذا سؤال آخر.
. ولكن ما أكثر الأسئلة التى لا تجد جوابها حولنا فى اليابان وفى غير اليابان.. ولن يكون سؤال هيروشيما آخر الأسئلة على كل حال!
وسنعرض ما حدث
وتسببت القنبلة التي ألقتها طائرة أميركية بمقتل عشرات الآلاف على الفور، فيما لقي آخرون حتفهم لاحقًا جراء التعرض للإشعاع الناتج عن القنبلة أو بسبب الإصابة بحروق بالغة الشدة.
وبعد ثلاثة أيام ألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية ثانية على مدينة ناغازاكي، لتقتل على الفور أكثر من 39 ألف شخص.
وأعلنت اليابان استسلامها بعد أيام قليلة في 15/ أغسطس ليسدل بذلك الفصل الأخير من الحرب العالمية الثانية.
واليوم تحل الذكرى الخامسة والسبعون لإلقاء القنبلتين الذريتين في مع ارتفاع خطر استخدام الأسلحة النووية إلى مستويات لم نشهدها منذ نهاية الحرب الباردة. لقد ازدادت وتيرة الصدامات العسكرية التي تشارك فيها دول نووية وحلفائها، ووجهت هذه الدول تهديدات صريحة باستخدام الأسلحة النووية.
وفي عالم اليوم، يوجد أكثر من 14 ألف قنبلة نووية في العالم، الآلاف منها جاهزة للإطلاق في غمضة عينٍ. وتبلغ قوة العديد من تلك الرؤوس الحربية أكبر من القنبلتين الذريتين اللتين قصفتا هيروشيما وناغازاكي بعشرات المرات.
وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن هناك أدلة قاطعة على التأثير الكارثي للأسلحة النووية، وأن استخدامها قد لا يكون متوافقًا مع القانون الدولي الإنساني.
ويكاد يكون تقديم العون اللازم للضحايا عقب أي انفجار نووي مستحيلاً نظراً لحجم الخسائر البشرية والأضرار الهائلة التي ستنجم عن هكذا انفجار وستستمر لعقود طويلة مقبلة.