اللواء رضا يعقوب خلال متابعته رصد إختراق إتفاق الهدنة السودانية التى إنعقدت بجده برعاية سعودية أمريكية رصد إضطر المحاسب محمد عثمان لحمل السلاح – حمل بندقية AK-47 – لأول مرة فى حياته للدفاع عن الحى الذى يعيش فيه مع تصاعد الصراع فى السودان ما أدى الى تأجج التوترات العرقية بين العرب والجماعات الأخرى فى منطقة دارفور التى تعانى من إضطرابات بالفعل حتى من قبل إندلاع الحرب ويعيش عثمان فى مدينة الجنينة الرمز التاريخى للقوة الأفريقية السوداء فى دارفور، التى تعرضت للقصف والحرق والنهب من قبل قوات الدعم السريع شبه العسكرية والميليشيات العربية المتحالفة معها. وكانت السمعة السيئة لهذه الميليشيات وراء إكتسابهم لقب الجنجويد التى تعنى بالعربية الشياطين على ظهور الخيل قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن عدد النازحين داخل السودان بسبب القتال الدائر بين الفصائل العسكرية تجاوز أكثر من الضعف خلال الأسبوع الماضى ليصل الى نحو 700 ألف شخص. إشتباكات السودان: واشنطن تحذر طرفى الصراع من عقوبات محتملة بعد تسجيل إنتهاكات لإتفاق الهدنة، حذرت الولايات المتحدة يوم الخميس الطرفين المتحاربين فى السودان من عقوبات محتملة، بعد تسجيل إنتهاكات لإتفاق الهدنة الذى تفاوضت عليه مع كل من واشنطن والسعودية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مجموعة المراقبة التى تشكلت بعد محادثات جدة والتى قادت الى إعلان هدنة لمدة أسبوع رصدت إستخدام المدفعية والطائرات بدون طيار والطائرات العسكرية وكذلك إندلاع القتال فى كل من العاصمة الخرطوم ودارفور. وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين: واصلنا تسجيل إنتهاكات لإتفاق وقف إطلاق النار وأضاف مكرراً تحذيراً سابقاً من وزير الخارجية الأمريكى أنطوني بلينكين: نحتفظ بحق إستخدام سلطة العقوبات الخاصة بنا وإذا كان الأمر مناسباً فلن نتردد فى إستخدام هذه السلطة وإمتنع ميلر عن الإعلان رسمياً عن إنتهاكات الهدنة قائلاً إن مجموعة المراقبة التى تضم ممثلين عن الولايات المتحدة والسعودية والجنرالين المتناحرين فى البلاد تحقق فى الحوادث التى وقعت يوم الأربعاء. وعلى الرغم من تهديد واشنطن بفرض عقوبات على الجانبين الا أنها أعطت الأولوية للحوار فى الوقت الحالى على أمل التوصل الى حل. وإتهم الجانبان المتحاربان فى السودان بعضهما بعضاً يوم الخميس بالوقوف وراء إنتهاكات وقف إطلاق النار. وسعت قوات الدعم السريع التى يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بإسم حميدتى فى بيان أصدرته مساء الأربعاء الى القاء اللوم فى إنتهاكات وقف إطلاق النار على الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان. وقالت إن الجيش شن سلسلة من الهجمات غير المبررة اليوم مضيفة أن قواتنا صدت بشكل حاسم هذه الهجمات وأضاف :نجحت قواتنا فى إسقاط مقاتلة من طراز ميج تابعة للقوات المسلحة السودانية وأكدت على الرغم من ذلك أنها ما زالت ملتزمة بالهدنة الإنسانية ورد الجيش صباح الخميس قائلاً إنه تصدى لهجوم شنته مليشيات الدعم السريع على مدرعات فى إنتهاك واضح للهدنة وبدورها علقت مبعوثة الأمم المتحدة للقرن الأفريقى هانا تيتيه بالقول إن إستمرار القتال غير مقبول ويجب أن يتوقف وكان الطرفان وقعا يوم السبت الماضى إتفاق الهدنة الجديد فى مدينة جدة السعودية بوساطة مشتركة بين الرياض وواشنطن. ونصّ الإتفاق على هدنة بشأن وقف إطلاق النار لمدة أسبوع تبدأ بعد مرور يومين من التوقيع عليه. ودخل الإتفاق حيّز التنفيذ مساء الإثنين. وكانت الهدنة قد إنتهكت بعد دقائق فقط من دخولها حيز التنفيذ ليل الإثنين حيث أبلغ سكان العاصمة الخرطوم عن ضربات جوية ونيران مدفعية هزت المدينة. ومنذ ذلك الحين حدثت إنتهاكات أخرى لإتفاق وقف إطلاق النار والذى يهدف الى السماح بوصول المساعدات الإنسانية التى تشتد الحاجة اليها الى المناطق التى مزقتها الحرب. والهدنة الأخيرة هى الأحدث فى سلسلة من الهدنات التى تم إنتهاكها بشكل منهجى لكن على الرغم من إنتهاك وقف إطلاق النار الحالى، الا أن الهدوء فى القتال شهد خروج السكان المذعورين بحذر من منازلهم وبعضهم لأول مرة منذ أسابيع، وخرج كثيرون للحصول على إمدادات من الغذاء والمياه أو للحصول على رعاية طبية عاجلة بعد ما يقرب من ستة أسابيع من بدء القتال الذى أدى الى إستنفاد الإمدادات الحيوية بشكل حاد ودفع نظام الرعاية الصحية الى حافة الإنهيار. ومنذ 15 أبريل/نيسان عانت العاصمة السودانية وأجزاء أخرى من البلاد من حرب وحشية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بعد خلاف حول دمجها في إطار الإنتقال الى الحكم المدنى. وفيما يتعلق بأرقام اللآجئين المستمرة فى الإرتفاع، ذكر وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، أن مصر إستقبلت حتى الآن 121 الف مواطن من السودان أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن منذ بدء الصراع وأضاف شكرى خلال لقاء له الخميس مع المفوض السامى لشئون اللآجئين فيليبو غراندى فى جنيف أن مصر تستضيف تسعة ملايين مهاجر ولاجئ مشيراً الى الأعباء التى تتحملها الحكومة المصرية فى هذا الصدد. وجاء فى بيان للخارجية المصرية عقب اللقاء أن الجانبين ناقشا سُبل تعزيز التعاون والشراكة بين مصر والمفوضية فى ضوء هذه الأعباء خاصة فى ظل تداعيات الأزمة الراهنة فى السودان.