(( إستظراف السفهاء)) مع بداية الأحداث المؤسفة التي وقعت بالسودان الشقيق من قتال وتناحر بين أبناء الشعب الواحد سعياً للسلطة علي حساب تدمير الوطن وضياع مقدراته وإنهيار قوة جيش جديد من جيوش الوطن العربي ليلحق بالجيش العراقي والسوري واليمني والليبي ومع دوران آلة الحرب المسعورة وجد الشعب السوداني نفسه تحت وطأة الضربات وهطول القذائف وتدمير المنازل وموت الأبناء أمام عيون الآباء والأمهات وإنتشار الجثث وتحللها بالشوارع إلي البحث عن مكان ينزحون إليه طلباً للأمن وبالطبع فقد لجأ الكثيرين منهم إلي مصر بطبيعة القرب والحدود المشتركة وعوامل أخري كثيرة تربط الشعبين ومن الطبيعي أن تبادر مصر كعادتها دائماً كشقيقة كبري إلي فتح أبوابها لهؤلاء الغلابة الذين إضطرتهم ظروفهم وعمي قلوب وبصر قادتهم إلي تدمير مقومات الحياة في وطنهم مما دفعهم مضطرين لترك أراضيهم وبيوتهم المهدمة والنجاة بأنفسهم والتوجه إلي وطنهم الثاني طلبا للأمن والحماية ليخرج علينا بعض السفهاء بكلمات السخرية والإستظراف التي ملأت صفحات التواصل إما اعتراضا علي وصولهم أو السخرية العنصرية منهم دون النظر لحجم الكارثة التي لحقت بهم وأن حضراتهم كانوا ينتظرون وصول أوكرانيات بدلاً من السودانيات علي إعتبار أنهم محط إهتمام ملكات الجمال في العالم الذين يسعون إلي الوصول إليهم ليرتمون في أحضانهم.. كم تكون السخرية موجعة حين تأتي منا ضد أبناء الوطن الواحد الذين يشاركوننا شريان الحياة وكانوا إلي وقت قريب يمثلون الجزء الجنوبي من المملكة المصرية فما بالك حين تأتي تلك السخرية من أشقائهم وهم في أقصي درجات الضعف والانكسار حين يفرون من منازلهم لا يحملون سوي أقل القليل من المتاع الذي إستطاعوا حمله تاركين خلفهم كل حياتهم وأحلامهم وإستقرار معيشتهم لا يعلمون كيف ستسير بهم قادم الأيام.. وبالطبع لم يكونوا يفكرون أو يتمنون لأنفسهم تلك الهجرة إلينا لو لم يتم إجبارهم علي ذلك وتعريض أنفسهم لتلك المذلة..وتخيل نفسك أيها الظريف لو كنت لا قدر الله مررت بتلك المأساة وأضطرتك نفس ظروفهم إلي الخروج بأسرتك إلي عالم المجهول بعد أن فقدت كل مقومات الأمان والأستقرار.. وربما يأتي سفيه آخر ليعلن أنه يرفض دخول السودانيين لأن هناك حكم جامل فريق كرة لديهم علي حساب فريق آخر لدينا أو أن جماهير أحد الفرق سبت جماهيرنا إلي آخر تلك التفاهات والفكر السطحي الساذج.. صحيح أن ظروفنا الإقتصادية في غاية الصعوبة ومصر تتحمل فوق ما تطيق ولدينا الملايين من أبناء الوطن العربي الذين دمرت أوطانهم ويعيشون بيننا منذ سنوات ولكن ماذا نفعل إذا كان هذا هو قدرنا وتلك هي مسئوليتنا الأخلاقية تجاه كل الأشقاء وعلي الدبلوماسية المصرية أن تسعى لدي المنظمات الدولية للقيام بدورها تجاه معاونة مصر في إحتواء تلك الأعداد الفارين من جحيم الحرب وعلي باقي الأشقاء المعاونة في تخفيف حدة الكارثة الإنسانية التي يعيشها أشقائهم لكن لن يمكن ابدأ أن نتخيل أو نطالب أن تُغلق أبوابنا في وجوه أشقاء لنا لجاؤا إلينا طلبا للأمن رغم أي ظروف أو أن نوجه لهم كلمات تجرح مشاعرهم خاصة أن هناك ملايين منهم يعيشون بيننا قبل الحرب وتربطهم بنا علاقات تجارة ومصاهرة وإخوة وعروبة ودين.. لا تجرحوا أشقائكم في مصابهم وفي محنتهم وضعفهم وإنكسارهم بكلمات لن تمحوها السنين وتظل جرح غائر بين الأشقاء تمزق ما تبقي بيننا من روابط وإخوة وعلينا أن نحمد الله تعالى أننا لم نتعرض لما تعرضوا له وأن يديم الله علينا نعمة الأمن والأمان ونعمة وجود جيش واحد يحمل بندقية واحدة توجه ضد أعدائه وليس أبنائه وأن يرفع هذا البلاء عن أشقائنا ليعودوا إلي أوطانهم سالمين غانمين مقدرين لمصر وشعبها دوماً حرصهم علي حقوق الجيرة والإخوة والدين والإنسانية. أما أنت أيها السفيه والظريف فأنتظر يا عزيزي ملكات الجمال القادمات إليك من دول أخري باعتبارك دنجوان الشرق والغرب لتؤدي إليهم واجب الضيافة من خلال فكرك الساذج أو تذكر مثلنا الشعبي الجميل (جاتها نيلة إللي عايزة خلف)