لواء دكتور/ سمير فرج متابعة عادل شلبى يعتبر التدريب أحد أهم عوامل قياس قوة القوات مسلحة في العالم، التي تعتمد على مبدأ “العرق في السلم، يوفر الدم في الحرب”، ومن هنا تسعى القوات المسلحة، في معظم دول العالم، على انخراط قواتها في أرقى مستويات التدريب، في أيام السلم، لتكون جاهزة لتنفيذ مهامها للدفاع عن حدود دولتها واستثماراتها. ويمر تدريب أية قوات مسلحة، في العالم، بمرحلة أولى هي فترة تدريب الفرد، ليتدرج بعدها تدريبه للعمل داخل وحدته، وأخيراً يأتي أرقى أنواع التدريب، وهو التدريب المشترك، مع قوات عسكرية من دولة، أو دول، أخرى، لتعظيم الاستفادة المتبادلة بين خبرات الدول. ينقسم التدريب المشترك إلى تدريب مخطط، يتم الإعداد له قبل بداية العام، وتدريب عابر، وهو ما يعني أن لدولة ما، قطعة بحرية، ستعبر المياه الإقليمية لدولة أخرى، فتطلب الدولة صاحبة القطعة البحرية، من الدولة التي ستمر بها، أن تتدرب وحداتها مع وحدات مماثلة لها بدولة العبور، وهذا يعني أن كل التدريبات العابرة، من الدول الأخرى، تجيء بطلب من هذه الدول. ولقد كان عام 2022، عام مشرف للقوات المسلحة المصرية، التي نفذت 29 تدريباً مشتركاً، 23 منهم داخل الحدود المصرية، وعدد 6 تدريبات خارج الحدود المصرية، وبنظرة للدول التي شاركت مع مصر في التدريبات المشتركة، نجدها الولايات المتحدة، وفرنسا، واليونان، وإسبانيا، والأردن، والسودان، بالإضافة إلى خمسة تدريبات مشتركة، متعددة الجنسيات، في وقت واحد، بين مصر، واليونان، وقبرص، والسعودية، والإمارات، وأمريكا، والبحرين، وألمانيا، وفرنسا، والأردن، والمغرب. أما التدريبات المشتركة خارج مصر، فكانت مع فرنسا، والسعودية، والأردن، وجيبوتي، والسودان، واليمن، والمغرب. ويرجع السبب وراء طلب كل تلك الدول الأجنبية، والعربية، الاشتراك في تدريبات عسكرية مع مصر، لعلمهم بمدى قوة وتقدم القوات المسلحة المصرية، سواء بأفرادها، أو بأسلحتها المتطورة، أو خبراتها القتالية في الحروب السابقة، خاصة بين مصر وإسرائيل. وهو ما أشبهه أنا شخصياً، بأن الجيش المصري، هو برازيل القوات المسلحة، في العالم، فجميع القوى تسعى للتدريب معنا، للاستفادة من خبراتنا، كما نستفيد نحن من الاطلاع والتدريب على مختلف الأسلحة والمعدات الحربية، في الترسانة العالمية، فضلاً عما تعززه تلك التدريبات من ثقة جنودنا، وضباطنا، من كفاءة قدراتهم القتالية، وهو ما يؤكده آخر تقارير مؤسسة جلوبال فاير باور، لعام 2022، الذي صنّف مصر كأقوى الجيوش العربية … لذا فنحن قادرون، بإذن الله، على حماية حدود مصر، وأمنها، واستقرارها، ومقدرات شعبها في البحر الأحمر، والبحر المتوسط.