(صندوق يشجع علي الرذيلة)
منذ تم طرح فكرة صندوق الزواج وقد أحاطتها الكثير من الآراء المتناقضة بين مؤيد ومعارض ولكن بقراءة هادئة للأمر الذي لا يمكن فصل الفكرة عن محيطها وظروفها ومبررات طرحها..
فقيام الدولة بطلب توثيق الطلاق أو وضع شروط لضمان السلامة الصحية للزوجين أو إلتزام الدولة برعاية الأم التي يمتنع زوجها عن الإنفاق عليها وتدبير مورد دخل لأطفالها لحين صدور الأحكام التي تثبت لها ذلك أو التكفل بتلك الأسر التي يهجرها العائل أمر لا يمكن أن يعارضه عاقل أو حتي مجنون!!! ولكن أن يكون تمويل هذا الصندوق عن طريق فرض رسوم يدفعها المقبلين علي الزواج في ظل الظروف الحالية وحالة العنوسة التي فاقت نسبتها أي تخيل نتيجة عزوف الشباب عن الزواج لإرتفاع تكاليفه وإنتشار العلاقات التي تتم خارج الإطار الشرعي بشكل لا تخطئه العين ولا يمكن التعويل علي فرض هذا الرسم تأسيساً علي أن الناس تقوم بإقامة افراح تتكلف الكثير وعليهم سداد حصة منها لهذا للصندوق…فليست كل الأفراح هي التي تقام بفنادق الخمس نجوم أو التي تتكلف مئات الآلاف فالغالبية العظمي من الزيجات تتم في حدود أقل النفقات في ظل الظروف الحياتية التي يعرفها الجميع خاصة في الأماكن الشعبية والأرياف وغيرها ولا يمكن قياس فرح صاحب القهوة أو فرح بنت العمدة أو أحد أعيان منطقة معينة دليل علي مستوي الأفراح في تلك المناطق.. كما أن فرض رسوم جديدة علي الشباب المقبلين على الزواج أمر يتعارض بشدة مع الحملات التي تنتشر حالياً في كل مكان للدعوة إلي ترشيد وتيسير إجراءات الزواج بالتنازل عن الكثير من الأمور الغير ضرورية والاكتفاء بالضروريات فقط من أجل تيسير العفة لشبابنا بل إن الشباب الآن يطلب بلا خجل من أصدقائهم المقبلين علي الزواج بيان بالاشياء الضرورية التي لم يتمكن من تدبيرها ليقدموها له في صورة هدية الفرح بدلاً من الشيكولاتة وخلافه.. لياتي هذا الصندوق سابحاً ضد التيار ليفرض رسوم تزيد من أعباء الزواج الذي يسعي الجميع لخفض نفقاته لتيسير الحلال بدلاً من دفع الشباب إلي طريق الحرام الذي لا رسوم عليه!!!
يا سادة إذا كنتم تعتقدون أن كل الافراح تتكلف مئات الآلاف أو تقام في فنادق فاخرة فعليكم أن تفرضوا رسوم باهظة علي تلك الافراح لكن لا يمكن فرض رسم موحد علي الجميع من يقيم فرحه بالفنادق أو من يقيم له أهل الخير والجمعيات أفراح جماعية لمساعدتهم وإدخال الفرحة عليهم لضيق ذات اليد معهم..
كما أن مليار أو مليارين لا يمكن أن يكونوا عائق أمام الدولة التي تنفق تريليونات لحياة كريمة لأبنائها..
كنا نتمني أن تكون هدية السيد الرئيس لكل شاب وفتاة بعد الزواج
لا نقول هدية رمزية أو خلافه بل كارت تهنئة لهم يظل ذكري لأبنائهم بأن الدولة كانت تحفز الشباب علي العفة وليس فرض رسوم تعيق وتصعب عليهم طريق الحلال وتفتح طريق الرذيلة علي مصراعيه.. وتتعجل الانهيار الأخلاقي لمجتمع ظل له ثقافة ودين وعادات تشجع علي العفة دوماً وتيسر لها كل السبل..
يا سادة إفرضوا الرسوم التي ترونها ضمن تكاليف حفلات أفراح الفنادق الفاخرة ودور القوات المسلحة والشرطة وغيرها ولا مانع أيضاً علي فرضها علي سرادقات افراح الشوارع الفاخرة ولكن ليس من الإنصاف مساواة هؤلاء بشباب يوفر من قوت يومه ليعف فتاة يتسول أهلها من الجمعيات الخيرية ضروريات جهازها الضروري للزواج..
لا تعسروا الحلال حتي لا تنتشر الفاحشة ويبتلينا الله بما لا قبل لنا به..
اللهم بلغت اللهم فاشهد