لواء دكتور سمير فرج متابعة عادل شلبى نشأنا على مقولة أن التاريخ يعيد نفسه.. لذلك ندرس التاريخ لنستفيد من دروسه ونعتبر من أخطائه.. خاصة ونحن نشهد تكرار الأحداث والمواقف وأحمد الله أننى ممن أثقلوا معلوماتهم التاريخيه بحصولى على ليسانس الأداب من قسم التاريخ بجامعة عين شمس التى أنتسبت إليها. وأنا ضابط بالقوات المسلحة. ففى عام 1963م قامت ثورة بدولة كوبا وهى الجزيرة الملاصقة للولايات المتحدة الأمريكية ضد حاكم إسمه باتيستا. ونتج عنها قيام الحكم الشيوعي برئاسة الزعيم كاسترو. ومعه جيفارا. وتماشيآ مع أحداث تلك الحقبة التاريخية. وقعت كوبا. برئاسة كاسترو. إتفاقية تعاون مع الإتحاد السوفيتي. رمز الشيوعية فى ذلك الوقت. ففوجئت الولايات المتحدة الأمريكية. برئاسة جون كندى. حينها. بوجود صواريخ نووية. سوفيتية على الأراضى الكوبية الملاصقة لحدودها وهو ما إعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية تهديدآ مباشرآ لأمنها القومى فوجود صواريخ نووية لدولة أجنبية على أرض ملاصقة أو قريبة يعتبر تهديدآ لأمن دول الجوار وفقآ لمفاهيم الأمن القومى وقواعد العلوم العسكرية. وأمام ذلك التهديد الصريح أصدر كينيدي أوامره الإستعداد لإطلاق الصواريخ النووية الأمريكية تجاه كوبا ومحوها من الوجود تمامآ. إستمرت تلك الأزمة 14يومآ وانتهت بسحب الإتحاد السوفيتى لصواريخه النووية من كوبا مع قيام الولايات المتحدة الأمريكية بطاريات الصواريخ النووية الخاصة بها من الأراضى الحدودية مع كوبا. وعرفت هذه الأزمة باسم أزمة الصواريخ الكوبية. وكان سببآ فى ظهور علم إدارة الأزمات. الذى صار مادة أساسية فى كل معاهد وكليات العلوم الإستراتيجية والأمن القومى فى العالم. واليوم وبعد ستين عامآ يتكرر نفس المشهد على المسرح الأوروبى مع تبديل الأدوار فها هى روسيا رمز بقايا الإتحاد السوفيتى المنهار فى عام 1991م. تجد دولة جوار مستقلة كانت يومآ ضمن إتحادها السوفيتى. وهى أوكرانيا. تطالب بالإنضمام لحلف الناتو بما سيسمح لوجود قواته الأمريكية أو البريطانية أو الفرنسية على أرضها. فتكرر المشهد الذى دار منذ ستين عامآ. ولكن فى هذه المرة أصبحت روسيا هى من ترفض وجود قوات أجنبية على أراضى دولة مجاورة وطلبت من الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الناتو التعهد كتابيآ بعدم ضم أوكرانيا لحلف الناتو. وأمام ما واجهته روسيا من رفض الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الناتو لطلبها ما كان منها إلا أن بدأت فى حشد قواتها العسكرية على حدود أكرانيا وبدراسة هذه الحشود وحجمها ونوعيتها وأسلوب تمركزها يتضح أنها تجميع قتالى يهدف للقيام بعمليات هجومية لإختراق أوكرانيا وبالطبع أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية. ودول حلف الناتو عدم تدخلهم فى العمليات العسكرية. حال إذا نفذتها روسيا ولكن هددوا بفرض عقوبات إقتصادية رادعة على روسيا فى حالة غزوها أوكرانيا عسكريآ. ومما لا شك فيه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد إجتمع بمجلس دفاعه فى موسكو لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بالموقف ويبدو أن مستشاريه الإقتصاديين أكدو له قوة الإقتصاد الروسى على تحمل العقوبات المنتظرة عليه من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية ولاشك أن مستشاريه العسكريين شددوا على قوة روسيا العسكرية فى مهاجمة أوكرانيا و الإنتصار عليها وهنا إتخاذ بوتين قراره بمهاجمة أوكرانيا وفرض إرادته عليها. إما بإجبار حكومتها الحالية على توقيع تعهد بعدم الإنضمام لحلف الناتو وعدم السماح لأى قوات عسكرية أجنبية بالتواجد على أراضيها.