التقى اللواء أركان حرب هشام السماحي ، خمسة وعشرين متدرباً من العاملين بديوان عام الهيئة والاقاليم ضمن فعاليات استراتيجية الأمن القومي بقصر السينما بجاردن ملقياً محاضرة عن الاستراتيجية القومية وعلاقتها بالأمن القومي موضحاً معنى الاستراتيجية كونه مصطلحاً عسكرياً يقصد به في معناه علم التخطيط أو اختيار أنسب الوسائل لتحقيق الهدف على المدى البعيد، متناولاً أهم مبادئ الاستراتيجية القومية والعلاقة بينها وبين الأمن القومي والمصلحة القومية . كما تطرق السماحي إلى بعض المفاهيم الأخرى مثل المصلحة القومية والتفكير الاستراتيجي ومفهوم القوى القومية الشاملة ومفهوم الأمن القومي المصري. وأشار ، إلى أن أهمية الاستراتيجية أو التخطيط تتمثل في الاستخدام الأمثل للموارد والتعرف على نقاط الضعف والقوة وضمان استمرارية المنظمة، كما أنها تساعد صانعي القرار في تحديد الأهداف والأولويات وأسلوب تنفيذها وتحقيقها وتساعد على قياس وتقييم وتقويم الأداء وتوقع المتغيرات في البيئة المحيطة لأخذ الحيطة للمشاكل والعقبات قبل وقوعها وتوجيه موارد الدولة نحو الأهداف المخططة ورؤية الدولة لمستقبلها. كما أوضح أنواع التخطيط ومصادر التخطيط للاستراتيجية القومية وأولويات ترتيب الأهداف القومية، بالإضافة إلى العلاقة بين السياسة والفكر الاستراتيجي والعلاقة بين الاستراتيجية وإدارة الأزمة. وفي سياق مشابه حاضر اللواء أركان حرب ممدوح الجزار ثاني محاضرات البرنامج موضحاً أن العصور القديمة والوسطى تميزت بغياب مفهوم الدولة بشكلها الحالي، حيث انتشرت مسميات مختلفة منها، الإمبراطورية، والسلطنة، والممالك. إلا أن أغلب الممالك التي حكمت في العصور الوسطى في أوروبا حكمت باسم الدين، كفرنسا على سبيل المثال، ومشيراً أنه وبالرغم من البساطة التي يَتَمَيَّزْ بها تعريف الدولة إلا أن مفهوم الدولة والبحث في تحديد أصل نشأتها واساس السلطة فيها يثير في الواقع عدداً هائلاً من الإشكاليات؛ فالدولة هي حقيقة سياسية؛ لأن المجتمع الدولي يتكون أساساً من وحدات سياسية يحمل كل منها لقب “دولة”، والدولة أيضاً مفهوم قانوني قُصِدَ منها ابتكار أداة ملائمة لتنظيم العلاقة بين وحدات سياسية غير متكافئة في القوة على أساس من العدالة والمساواة. فالعلاقات بين الدول يجب أن تؤسس من وجهة نظر القانون الدولي على مبدأ أو قاعدة المساواة في السيادة. والدولة فوق هذا وذا فهي فكرة فلسفية مجردة؛ لأن نشأة المجتمعات السياسية المنظمة ليست معروفة أو مُوَثَّقَة تاريخيَّاً. وفي غياب هذه المعرفة التاريخية المُوَثَّقَة توجد نظريات أو رؤى أو أفكار ذات طبيعة فلسفية تحاول تفسير نشأة الدولة، أو بعبارة أدق نشأة أهم ركن من أركانها وهو السلطة السياسية المنظمة.