محمد النبي و السياسي
في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول يحتفل المسلمون في أنحاء العالم بذكري ميلاد خير الانام وخاتم النبيين
محمد نبي الرحمة وقد أختلف شكل الاحتفال من بلد إلي آخر ومن مذهب إلي آخر. ولكن الجميع متفق علي أن مولده كان اعظم الأحداث
التي حصلت في التاربخ البشري. فكان مولده هو النور الذي أضاء الأرض كلها برسالة الإسلام الذي حملها علي عاتقه ونجح في إيصالها
إلي البشر أجمعين وأرسي العدل في الأرض كلها .كما أن محمدا هو مؤسس الدولة الإسلامية التي امتدت في عهد خلفاءه من حدود الصين
الغربية شرقا إلي جبال البرانس (حدود فرنسا )غربا وتوغلت شمالا حتي شملت بلدانا أوروبية وجنوبا حتي قلب القارة الأفريقية
وقبل ذلك نقل محمدا قومه من عبادة الاصنام إلي عبادة ألله ونقل العالم كله من ركود إلي حركة ومن فوضي إلي نظام ومن
مهانة حيوانية إلي كرامة إنسانية وهو في ذلك لم يسبقه او يلحقه أحد من أصحاب الدعوات
وكان محمد مستكملا للصفات
التي لا غني عنها لإنجاح أي رسالة عظيمة من رسالات التاريخ فكانت له فصاحة اللسان
واللغة بل كانت له القدرة
علي تأليف القلوب وكانت له قوة الإيمان بدعوته وغيرته البالغة علي نجاحها
كان محمد عظيما في
كل ميزان فهو عظيم في ميزان الدين عظبم في ميزان العلم عظيم في ميزان الشعور عظيم في ميزان الحكم.. عظيم عند من
يختلفون معه في العقائد
فمعظم المستشرقين ممن درسوا الإسلام و حضارته الإسلامية اعترفوا بأن
الإسلام دين و دولة ومن اهم ما اورثه الإسلام للعالم المتحضر قانونه الديني(الشريعة الإسلامية )فقد تميز الإسلام بأنه دين السياسة
وتميز الرسول بالرسول السياسي ذلك أن الشريعة التي أوصي الله بها إليه هي شريعة شاملة لجوانب حياة البشر كاملة من جميع نواحيها
لانها عالجت مشاكل الإنسان بوصفه إنسانا وقام الرسول بتطبيق الشريعة تطبيقا عمليا
وقد خط الرسول للمسلمين
و لأمةالإسلام من بعده خطوط سياسية منبثقة عن العقيدة الإسلامية ليسير عليها المسلمون من بعده .
وقد قضي الرسول حياته
في القيام بأعمال سياسية حتي في تبليغ شرع ربه بناء علي المفهوم الشرعي للفظ (سياسة ) والذي يعني رعاية شئون الأمة في الداخل
و الخارج بحسب أحكام الإسلام و عقائد الإسلام و أفكاره وأحكامه الشرعية ومثل الرسول من نفسه وسلوكه و أعماله السياسية
قدوة علينا إتباعها والاقتداء بها وإتباعه فيها كلها حكم شرعي واحب الإتباع
انه المورد الصافي و المنهل
العذب يرجع إليه السياسيون في كل عصر ليستقوا من سياسته و يتأسوا به فهو منقذ البشرية من الضلال و الهلاك
ولذا فإن العالم اليوم أحوج مما كان إلي المصلحين النافعبن لشعوبهم والشعوب كافة و لن يتاح لأي مصلح أن يهدي قومه
وهو لا يعلم شيئا عن الحق و العدل و النساواة
أن شيوع الحقوق العامة قد أغري إناسا من صغار النفوس بإنكار الحقوق
الخاصة حقوق العلية النادرين الذين ينقصهم التميز و تظلمهم المساواة ..والمساواة هي شريعة السواد الغالبة في العصر الحديث
ولذا وحب علينا ونحن نحتفل بذكري ميلاد الرسول الكريم بأن نجعله قدوتنا في كل شيئ سواء كنا حكاما او محكومين
حتي نعود بأمتنا الإسلامية من ردتها إلي سابق عهدها أمة عدل و مساواة وكرامة.