أتحدث اليوم عن أهم موضوع الكل يعاني منه ويتلخص في كلمه واحده تضم جميع معاني الألم والوجع ومرارة الفقد وهو الفراق.
تسير الحياه طبيعيه مع من نحب إلي أن تأتي المفاجأه وتشاء الأقدار ونضطر آسفين الي الاستسلام لواقع مرير يجبرنا علي استيعاب ما حدث من فراق وألم ولا يبقي في الواقع سوي حفنه من الذكريات منها ما هو جميل وكأنها خلقت في الماضي لنتذكرها الآن ونبتسم وتدمع الأعين في آن واحد .
فأنا أشاء وأنت تشاء والله يفعل ما يريد ويشاء ،ولكن تذكر أنه من يأنس بالدين فسيجد طبيعة الروح ومن لم يستأنس به مزقته الوحده وآلام الفراق .
وهناك أقاويل عن فراق من نحب واهمها. ان فراق الحبيب يشيب الوليد ويذيب الحديد. فيأتي علي الكثير منا الليل ويبدأ في التفكير في كل ما مضي من ذكريات جميله أو غيرها ويهرب سريعا من ذلك بالنوم العميق، ويأتي اليوم التالي علي نفس الحال ، ولكن إذا فهمنا أن هذه هي الحياه وأن هذا هو حالها وطبعها ولابد من التأقلم مع جميع النهايات ، فعمر الإنسان ذات حاله ينتهي فما بالك من مقتديات الحياه الأخري .
يقول شيخنا الجليل محمد راتب النابلسي ، أن من رزقه الله الرضا والقناعه سعد بزوجه ولو من الدرجه العاشره ، ومن لم يرزقه الله الرضا والقناعه شقي بزوجه ولو من الدرجه الأولي ، وضرب شيخنا بهذه المقوله مثل عن مدي أثر الرضا والقناعه بما يكتبه الله عز وجل للإنسان .
أعلم جيدا أن شعور الفقد والفراق مؤلم فوق الوصف ولكن هذه سنة الحياه ،فهناك من نفارقهم للابد بسبب الوفاه والتي هي أمر محتوم ولقاء رب العزه حق وكل حي سيموت .
وهناك من نفارقهم لأسباب حياتيه عديده ومنها عدم التفاهم أو عدم توافق وجهات النظر أو وجوده مشاعر متبادله تتيح للطرفين تواصل المعيشة معا.
ولكن هناك مقوله تقول سيأخذ منك الله ما تحبه حتي يعطيكي ما تتمناه . اذا فكرت لدقائق معدوده معني هذه المقوله سيهدأ روعك وتطمئن مشاعرك . ففي ذاكرتنا ألف حكاية فراق نتلوها علي قلوبنا ليلا ثم نسرع نواسيهم حتي لا يقتلنا الألم.