( In time )
كتبت نجوى نصر الدين
رسالة عبقرية
قصة هذا الفيلم غريبة وأحداثه تكاد تكون قليلة لكن فيه
رسالة” عبقرية مخيفة وواقعية إلى حد الذعر في وقت واحد !
يبدأ الفيلم بأن الأنسان عمره الحقيقي مُسجل على الذراع الأيسر ..
لكل الأبطال ولجميع المشاركين بالفيلم
حيث يحرص المخرج على أن يريك الثواني والدقائق والساعات كيف تستنفذ من عمرك ..
والمرعب في الفكره استعمالهم العمر في التعاملات المادية بدل المال !
بمعنى أنهم عندما يريدون الحصول على متطلباتهم الحياتية اليومية يقومون بالسداد عن طريق الوقت المتبقي من العمر الموجود على ذراع كل منهم ..
مثلاً .. من يحتاج شراء أي شيئ يجب أن يستغني عن ٣٠ دقيقة أو ساعة أو يوم مقابل أن يحصل على هذا الشيء أو لو رغب في استعمال المواصلات فيجب أن يفرغ من ساعة اليد المسجل فيها
” عمره ” من أجل الوصول للمكان الذي يريد حيث لا يوجد أي تعامل بالنقود التعامل بالعمر فقط لا غير !
وأضاف المؤلف في شيء من الواقعية يشبه واقع الحياة تماماً ..
أن هذه الساعة الرقمية الخاصة بالعمر يوجد فيها طبقية ..
( فقراء العمر وأغنياء العمر )
أي أنه هناك أشخاص لديهم عمر زمني أكثر من 100سنة وآخرون يعيشون اليوم بيومه مجرد ما ينتهي وقتهم يموتون !
أحد المشاهد يظهر البطل وهو ينتظر أمّهُ على المحطة ليمنحها من يده بعض الساعات والأيام كي يلحقها قبل أن تموت لأنه كان المتبقي من عمرها ساعة ونصف فقط وبطارية العمر لديها ستنتهي حيث ستموت بشكل تلقائي ..
عندما استقلت الأم الباص قاصدة ابنها قال لها السائق :
سيدتي الإيجار يعادل استهلاك ساعتين من عمرك ولا تملكين سوى ساعة ونصف فقط فنظرت للناس حولها نظرة حيرة ورجاء ، لكن لم يكترث أحد منهم ولم يمنحها أحد عدة دقائق من عمره ..
نزلت الأم وبدأت الجري مسرعة لمقابلة ابنها الذي قرر أن يهبها عشر سنوات من رصيد عمره المسجل على ذراعه حبًا بها
من بعيد شاهدا بعضهما وقاما بالجري باتجاه بعض والدقائق تعد والثواني تجري ومجرد أن وصلا لبعض وحضنت ابنها وقعت بعدها وماتت لاستنفاذها آخر ثانيه من عمرها !
أكثر مشهد مؤلم في الفيلم كله ..
نظرة السيدة للناس في الباص وهم يتجاهلون حيرتها ، كان ممكنًا لأي شخص أن يمنحها دقائق من عمره تساعدها للحصول على عشر سنوات إضافيه من حساب ابنها الرائع !
ولكن .. في الواقع لا أحد يستطيع أن يمنحك العمر ..
تحياتي
نجوى نصر الدين