لواء دكتور/ سمير فرج متابعة عادل شلبى مر شهر أكتوبر هذا العام، ومرت معه احتفالات شعب مصر بنصر أكتوبر 73 العظيم، ولم ينقطع أملي من ظهور عمل سينمائي كبير، يتناسب مع عظمة ومكانة هذا الحدث الجلل في تاريخ العسكرية المصرية. لقد ناديت بالفكرة من قبل، وعدت لأنادي بها، بعد الحالة التي خلفها مسلسل “الاختيار”، عند عرضه في شهر رمضان الماضي، من ارتفاع روح الوطنية في الشارع المصري، خاصة بين فئة الشباب من سن 14 عاماً حتى سن 19 عاماً، وهي الفئة التي لم تتأثر طوال العشر سنوات الماضية بحملات التشويه الممنهجة ضد مصر، أما الفئة الثانية فهم الشباب من سن العشرين حتى 35 عاماً، الذين نالهم ما نالهم من تلك الحملات، بعدما تعرفوا على حقيقة بطولة الشهيد المنسي، الذي صار مثلاً أعلى لشباب مصر. ففي الوقت الذي يستحدث فيه الغرب نماذج لأبطال أسطوريين، من وحي الخيال، ليكونوا المثل والقدوة للشباب، مثل شخصية “رامبو” الأمريكية، فإن سجلاتنا مليئة بأسماء العشرات بل المئات والآلاف من أبطال وشهداء حرب أكتوبر 1973، التي بدأت، في الحقيقة مع حرب الاستنزاف التي استمرت ستة سنوات، لم تقتصر البطولات خلالهم على أفراد القوات المسلحة المصرية، بل تبارى معهم فيها أفراد الشعب بدءاً من أهالي الزيتية في السويس، وأهالي بورسعيد والإسماعيلية الذين تم تهجيرهم من مدنهم، فلم يعترض فرد واحد منهم، وصولاً لملحمة حرب الاستنزاف، بكل ما فيها من استعداد وتحضير لحرب أكتوبر، والتدريب على الأسلحة الجديدة، وعبور القناة، واقتحام خط بارليف، وبطولات رجال الصاعقة، والدفاع الجوي، والقوات الجوية. فرغم أن كل بطل أو شهيد لا يفي بطولته عمل درامي، أو سينمائي، مستقل، إلا أن مجموع بطولاتهم هو ما حقق النصر، الذي لازلت مقتنعاً بضرورة أن تتولى الدولة تجسيده بإنتاج فيلم روائي كامل عن حرب أكتوبر 73، لا تقل مدته عن 4 ساعات؛ يبدأ بهزيمة 67، وما تلاها من فترة حرب الاستنزاف، والاستعداد لحرب 73، على أن تخصص الساعتان التاليتين لملحمة العبور، واقتحام قناة السويس، حتى تحقيق النصر، واستعادة الأرض. ومثل هذا الإنتاج الضخم يستدعي الإسراع فيه قبل خروج الأسلحة المشاركة في الحرب من الخدمة، ولضمان الاستماع للأمجاد من شهود العيان الذين عاصروا الحرب، والأبطال الذين شاركوا فيها، وحققوا أعظم وأغلى انتصار لشعب مصر في العصر الحديث.