..يتنوع الحديث عن مصر المعين العظيم لأي مواطن عربي ولنا من الخصوصية كيمنيين والكل يدين بتلك الخصوصية …ان مصر هى العون المتعدد لشعب وقيادة مصر في مختلف المراحل ومنه المرحلة الحالية إلينا أقصد بذلك شعبي الشعب اليمني في مختلف المراحل والجوانب الجغرافية المعاصرة. لعل من تجربتي إننا استقينا معظم ثقافتنا القرائية، المسموعة والمنظورة – أولا من السيل التدفق للكتب والمجلات المصرية في خمسينات القرن الماضي وما قبلها وبعدها ومازال مستمرا حين كانت تصلنا مجلات مصرية أهمها روز اليوسف-المصور-صباح الخير ومجلات متخصصة مثل حواء – الكواكب… التي نشغف بها كثيرا وأسرنا بتتبع مقالاتها الأسبوعية وكذا سلسلة كتب الهلال وما بها من كتب هامة تاريخية، أدبية وثقافية وترجمات عالمية… لم تغب عنا التي أسست ثقافتنا وشبعتنا ونحن اطفال، إنها مجلات الأطفال سندباد- سمير- بطوط. حقا تشبعنا حينها بثقافة قرائية وسطية ومدنية متنوعة من مصر. ..كان لنا كنساء من الخصوصية بدور المعلمات المصريات، كان لهن الفضل في نشر التعليم النظامي في مختلف المراحل في عموم البلاد واكتسبت معلماتنا اليمنيات منهن خبرات ومهارات تعليمية. ..دور السينما هام وجاذب حين كانت تزف إلينا آخر ما انتجته السينما المصرية من أفلام وكذا عما تحققه الحكومة المصرية من انتصارات ضد إسرائيل في عامى 1956 و1973…كما كان شخص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حاضرا في حياتنا وكم كانت الاغنية الحماسية احنا بنينا السد العالي …… يا استعمار بنيناه بإيدينا السد العالي من أموالنا بإيد عمالنا… ولا ننسى لقد صدحت جدران دور السينما عندنا بتصفيق حار فكم سعد اليمنيون بتأميم قناة السويس ذلك العمل الوطني المصري الاقتصادي الهام. و لا ينسى اليمنيون دعم مصر العسكري والسياسي لثورتيه 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر1963 وتضحيات الشعب المصري لنصرتهما وعون قيادته الممثلة فى جمال عبد الناصر -عبد الحكيم عامر- أنور السادات-حسني مبارك. وتكريما وتقديرا لذلك أقامت اليمن نصب تذكاري للجندي المصري في أحد مداخل مرتفعات مدخل العاصمة صنعاء. ..وفى مصر حاليا تجربة متميزة لمصر بعهد الرئيس السيسي ببناء واعمار مصر- العاصمة الإدارية – وتشجيع الاستثمار. تجربة مصرية إنسانية خيرية نموذجية. تمثلت بقيام فاعل/ة خير بشراء شجرة مثمرة كعمل خيري وحين تثمر يكون انتاجها لصالح العمل الخيري، يتم توثيقها وزيارة المشتري للتأكد والمتابعة وهذه الشفافية والنزاهة. تشبعنا كثيرا بأغاني عبد الوهاب – ام كلثوم- فريد الأطرش-عبد الحليم حافظ – شادية- نجاة الصغيرة-صباح-فايزة احمد… حمستنا أغاني فايدة كامل ولا ننسى ثلاثى اضواء المسرح جورج سيدهم ..سمير غانم ..الضيف احمد ولا ننسى أيضا أحمد شوقي –حافظ إبراهيم- العقاد-نجيب محفوظ -على ومصطفى امين –نوال السعداوي -سيد بدير- احسان عبد القدوس… شعراء- وكتاب -صحفيين – ملحنين-مؤلفين قائمة تطول هي خلاصة ثقافية مبهرة لشعب مصر العظيم القدوة والتاريخ مخلدين بذاكرتنا. أفلام ومسلسلات اعطتنا ثقافة حياتية وتاريخية ممثلون رائعون- محمود المليجي – رشدي اباظة – شكري سرحان –احمد مظهر- إسماعيل ياسين – عادل إمام –نور الشريف محمود ياسين وممثلات رائعات فاتن حمامة- اسمهان –أمينة رزق- مديحة يسري – مريم فخر الدين – زهرة العلا- سعاد حسني-يسرا – لبلبة – نادية لطفي ودلال عبد العزيز . قائمة تطول. والحال ذاته لمسلسلات رمضان المصرية التي يتجه الكل لمتابعتها. لن ننسى فرقة رضا للفنون وتللك الأغاني والرقصات الشعبية المصرية المقدمة بقالب فني جماعي راقي أفادتنا أيضا. كان لي حضور مبكر بمصر حيث حضرت اجتماعات دورية – اجتماعات لجنة المرأة العربية –جامعة الدول العربية بداية السبعينات من القرن الماضي – تشرفت بالتعرف على السيدة تهاني هيكل مسؤولة اللجنة وسعدت بحضور واستقبالنا من السيدة الأولى السيدة جيهان السادات. كذلك حضوري اللاحق لاجتماعات حول القضايا السكانية كانت باللغة الإنجليزية تشرفت باستقبالنا من السيدة الشافعي-والتعرف على التجربة السكانية المصرية، من ناحية أخرى ما سعدت به هو تجسيد اخوتنا المصريين الاقباط والمسلمين وحدة الهلال مع الصليب رأيته عند الخروج للمحلات التجارية وكم سعدت وان أرى حب واحقاق المواطنة مع تعددية الأديان بأنه مصري/ة وهو ما افاضت به ثقافتنا وتاريخنا الديني العميق لديانات سماوية وغيرها. إعلاميا خبرات مصرية كثيرة وكبيرة أضافت لتجربتنا في تأسيس عمل الإذاعة والتلفزيون بدورات تدريبية –للمذيعين- المخرجين- والفنيين والمكتبات – الديكور من قبل مدربين مصريين ومنهم المدرب حسن قنديل في السبعينات ومنها تدريب هام وهو عمل أجهزة البث والتسجيل والجلوس كمذيع و-مقدم برامج –مذيع اخبار ما رسخ تلك المعلومة فقد كنت أحد الحاضرين كمذيعة ومازال صدى هذا التدريب ماثلت لي إلى يومنا هذا. تظل مصر سباقة أعانت اخوتها من الشعوب العربية سواء في استقبال الطلبة والطالبات للتعليم العام والجامعي ورفع القدرات. حاليا استقبال مصر للمواطنين اللاجئين لعدة دول بسبب الحروب بل فتحت أسواق العمل والتجارة والتعليم وقدم اليمنيون ثقافتهم وتراثهم من شعر-غناء رقص- ملابس –ديكور- وجبات… تأكد لي دور مصر عندما كان لي شرف التعرف والانضمام الى شبكة اعلام المرأة العربية بشخص رئيسها د. معتز صلاح الدين وقياداتها الموقرة معه منهم العزيزة د. رشا الشربيني والعزيزة د. هالة سكر وأختين يمنيتين هما آمنة محسن وحنان حسين. واذا ما سئلت كيف تعرفت على الشبكة، حسنا أعود بالذاكرة من سنوات قريبة خلت، كنت حينها بمصر حين عرفتني على الشبكة أخت عزيزة علي هي الفقيدة نجيبة حداد وكيلة وزارة الثقافة اليمين المعروفة ب ماما نجيبة لدورها في دعم وتشجيع الأطفال ثقافيا واجتماعيا. ما سعدت به هو دعم الحكومة المصرية لوجود المراة المصرية في مواقع صنع القرار ولعلها ريادة لابد من قيادات شعوبنا الاستفادة منها بالتمكين السياسي للمرأة.