لواء دكتور/ سمير فرج متابعة عادل شلبى بدعوة من السيد اللواء أركان حرب عماد أحمد زكي، قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، والأستاذ الدكتور أيمن محمد إبراهيم، رئيس جامعة بورسعيد، شاركت في الندوة التثقيفية الرابعة والثلاثون، التي نظمتها قيادة قوات الدفاع الشعبي، في رحاب جامعة بورسعيد، بهدف تنمية روح الولاء والانتماء، وتوعية شباب مصر بالمخاطر التي تهدد الأمن القومي. ولقد شرفت بتقديم محاضرة لشباب الجامعة وأبناء بورسعيد الحبيبة، عن حرب أكتوبر 73 المجيدة، ودور القوات المسلحة المصرية الباسلة، وشعب مصر العظيم، خاصة أبناء مدن القناة، الذين تم تهجيرهم خلال حرب الاستنزاف. ولقد سعدت، في الحقيقة، خلال هذه الندوة، بأن لمست، عن قرب، الدور الجديد الذي تقوم به قوات الدفاع الشعبي والعسكري، إضافة لدورها المعهود سواء في تنظيم التدريب العسكري لشباب مصر في المدارس الثانوية والجامعات، من خلال تدريس مادة التربية العسكرية، أو دورها على المعاونة في أسلوب مجابهة الأزمات والكوارث بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية في كل محافظات مصر، أو تنظيم زيارات ميدانية لطلاب المدارس والجامعات إلى وحدات القوات المسلحة والكليات العسكرية بهدف توعية الطلاب. فقد أصبح لها، الآن، دوراً كبيراً، وجديداً، من خلال مثل تلك الندوات، في توعية وتثقيف شباب مصر، في مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية، خاصة ضد ما يتعرض له، حالياً، من حرب ضارية على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد كانت الندوة التثقيفية فرصة للتعرف على جزء من نشاط جامعة بورسعيد، الفني والثقافي، علاوة على دورها التعليمي المتميز، من خلال العروض التي قدمتها، سواء من خلال فقرة الإنشاد الديني، التي تلتها مسرحية بعنوان “أغنية على الممر”، لمدة 30 دقيقة، ثم أوبريت غنائي وطني في حب مصر، من فريق كورال جامعة بورسعيد. وبعدها قامت قيادة قوات الدفاع الشعبي بتكريم أسر شهداء مدينة بورسعيد الباسلة، في عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء، كما تم تكريم بعض أبناء ذوي الهمم، من أبناء المحافظة. فخرج الاحتفال متنوعاً، وراقياً، سواء من حيث المحتوى، أو التنظيم، الذي يعد أحد سمات القوات المسلحة المصرية. والحقيقة أن مثل تلك الندوة التثقيفية، ليست الوحيدة التي تتم في الجامعات المصرية، ولا تقتصر إقامتها على الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر العظيم، بل يتم إقامة مثيلاتها في كل الجامعات المصرية، على مدار العام الدراسي، إيماناً من القوات المسلحة المصرية بدورها التوعوي لشباب مصر، في هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر، التي يتعرض فيها الشباب المصري إلى حملة ضارية، من حروب الجيل الرابع والخامس، تستهدف عقولهم. ليتأكد لنا أن دور القوات المسلحة ليس، فقط، في الدفاع عن أمن مصر وترابها، ولكن الدفاع عن شعبها ضد محاولات اختراق عقول الشباب، وتشويشها، خاصة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، أو “السوشيال ميديا”، الذي أصبح الوسيلة الأسرع، والأقرب، في إعلام هذا العصر. وما أسعدني في هذا اليوم، وأنا ابن من أبناء مدينة بورسعيد، أن أزور الجامعة التي تحمل اسمها، والتي تم إنشاؤها عام 2010، بتحويل فرع جامعة قناة السويس، بمدينة بورسعيد، إلى جامعة مستقلة، والآن وصل عدد كلياتها إلى ثلاثة عشر مؤسسة وكلية، وهي كليات الطب، والصيدلة، والعلوم، والتجارة، والتربية، والتربية الرياضية، والتربية النوعية، والتربية للطفولة، والتمريض، والحقوق، والآداب، ونظم الإدارة والمعلومات، فضلاً عن كلية الهندسة، التي كانت أول كلية تقام بها، في عام 1975، وكانت تتبع جامعة حلوان. كذلك بدأت بورسعيد في إنشاء أول مستشفى جامعي، لخدمة كلية الطب الجديدة، وهو ما سيرفع من كفاءة الخدمة الصحية لأهالي بورسعيد. فأصبحت جامعة بورسعيد، بمختلف كلياتها، تلبي كافة مطالب أبناء بورسعيد في كافة التخصصات، ولم يعد شباب المحافظة بحاجة إلى الالتحاق بجامعات خارج مدينتهم. ولا يقتصر الأمر على جامعة بورسعيد، فحسب، وإنما تم إنشاء جامعة التكنولوجيا والطاقة الحديثة، وجامعة بورسعيد الأهلية، في شرق بورسعيد، في منطقة رمانة، في سيناء، والتي افتتح بها، في هذا العام، كليتي الطب والهندسة، ومن المقرر أن تكمل هذه الجامعة الجديدة كلياتها الستة في العامين القادمين. وعندما شاهدت الصور القديمة لمنطقة رمانة، في سيناء، وكيف تحولت كثبانها الرملية إلى جامعات جديدة، تذكرت إشادة الأمم المتحدة، في تقرير لها في يناير الماضي، بالاستراتيجية المصرية القائمة على تأمين سيناء من خلال تنميتها. فسعدت أن أصبحت مدينتي الجميلة، بورسعيد، تحتوي على ثلاث جامعات، وهو ما كان حلم لنا جميعاً، منذ طفولتي، وأخواتي الثلاثة، بها، الذين اضطروا للسفر إلى القاهرة للالتحاق بالجامعات فيها، بينما تركتها أنا لألتحق بالكلية الحربية. فاليوم صار بهذه المدينة الباسلة ثلاث جامعات، على أعلى المستويات، لتحقق مطالب أبنائها من التعليم، الذي يوّفي متطلبات سوق العمل، لكيلا يتغرب أبنائها بعد الآن، وهي الفلسفة التي تقوم عليها وزارة التعليم العالي في مصر. وفي طريق العودة للقاهرة، تمنيت أن تقوم كل مؤسسة من مؤسسات الدولة بدورها في توعية شبابنا، الذين هم أمل المستقبل، كل في مجاله، سواء الأزهر أو الكنيسة، الجامعة أو المدرسة، ومراكز الشباب والأندية الرياضية وقصور الثقافة وكافة وسائل الإعلام النزيه، التي تلعب دوراً محورياً في صياغة حاضرنا ومستقبلنا، فتوعية الشباب، الذي سيقود مصر في المستقبل، يعتبر هدفاً قومياً، لتعريفه بالمخاطر التي تتعرض لها بلادنا، وكيفية التصدي لها ومواجهتها، باعتبار ذلك أمناً قومياً مصرياً.