كتبت نجوى نصر الدين أصدقاءي المعلمين إنكم تجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك رعاياها أطفال الأمة فسوسوهم بالرفق والإحسان وتدرجوا بهم من مرحلة كاملة في التربية إلى مرحلة أكمل منها إنهم أمانة الله عندكم وودائع الأمّة بين أيديكم سلّمتهم إليكم أطفالًا لتردوهم إليها رجالًا وقدمتهم إليكم هياكل لتنفخوا فيها الروح وألفاظًا لتغمروها بالمعاني وأوعية لتملأوها بالفضيلة والمعرفة إنكم رعاة وإنكم مسؤولون عن رعيتكم ، وإنكم بناة وإن الباني مسؤول عما يقع في البناء من زيغ أو انحراف .
إن المعلم لا يستطيع أن يربّي تلاميذه على الفضائل إلا اذا كان هو فاضلًا، ولا يستطيع إصلاحهم إلا إذا كان هو صالحًا ؛ لأنهم يأخذون منه بالقدوة أكثر مما يأخذون منه بالتلقين .
كونوا لتلاميذكم قدوة صالحة في الأعمال والأحوال والأقوال لا يرون منكم إلا الصالح من الأعمال ، ولا يسمعون منكم إلا الصادق من الأقوال .
ربوهم على الرجولة وبعض الهمة وعلى الشجاعة والصبر وعلى الإنصاف والإيثار وعلى البساطة واليسر وعلى العفة والأمانة ، وعلى المروءة والوفاء وعلى الإستقلال والاعتداد بالنفس ، وعلى العزة والكرامة ، وعلى التحابب والتسامح ، وعلى حب الوطن والانتماء والولاء وحب والدين والعلم والوالدين والمعلمين ليكونوا هم ذخر الأمة والحصن المنيع لها والدرع الواقى ضد الاعداء تحياتي نجوى نصر الدين