د.وسيم السيسى متابعة عادل شلبى أنا جوزيبى فيردى، إيطالى الجنسية، وُلدت سنة ١٨١٣، ورحلت عن دنياكم ١٩٠١م، قالوا عنى: أعظم عبقرية موسيقية فى فن الأوبرا عرفتها إيطاليا، والحقيقة أنى صعدت على أكتاف مَن سبقونى مثل روسينى وبللينى. كما تأثرت بمَن حولى مثل ريتشارد فاجنر الألمانى، قصة أوبرا عايدة كتبها عالِم المصريات الفرنسى أوجست مارييت، وكلفنى الخديو إسماعيل بتقديمها فى افتتاح دار الأوبرا المصرية ٢٤ ديسمبر ١٨٧١، «قدمت بعد ريجوليتو». استوحى مارييت باشا قصة عايدة من مصر القديمة، الأحباش، ومعنى الأحباش مَن هم وراء شلالات نهر النيل، هؤلاء الغزاة يهاجمون مصر، يسرقون محاصيلها، يحرقون بيوتها، يقتلون رجالها، ويسبون نساءها، أراد ملك مصر أن يدافع عن مصر، كوّن جيشًا، وجعل «راداميس» قائدًا على رأس هذا الجيش، وهذا الاسم لا وجود له فى التاريخ المصرى، وهذا أعطى فيردى الخيال وحرية الحركة، انتصر الجيش المصرى، وكان من بين الأسرى ملك الأحباش وابنته الجميلة عايدة، التى وقع فى هواها راداميس، كما وقع فى كارثة ما بين قلبه وواجبه كجندى مصرى، عليه أن يتزوج ابنة ملك مصر، التى تحبه من أعماق قلبها. اقرأ المزيد… طلب ملك الأحباش من ابنته أن تعرف من راداميس خطط الجيش المقبلة حتى يستعدوا لها فى الجولة الثانية، ولكنها رفضت أن تخون حبيبها، طلبت عايدة من راداميس الهروب معها إلى بلادها، ولكنه رفض خيانة مصر، هربت عايدة مع والدها. عرفت ابنة ملك مصر الحب الذى بين راداميس وعايدة، ابنة الأعداء، فأبلغت الكهنة، فكان الحكم بالإعدام حيًّا!. كان يُترك للمحكوم عليه بالإعدام أن يُنهى حياته بالطريقة التى يختارها حتى لا يلوثوا أياديهم بقتل إنسان. جدير بالذكر أن من قوانين مصر القديمة: ملعون أى إنسان، «إلا الأطباء»، يجرح إنسانًا آخر، حيًّا أو ميتًا، لذا عند التحنيط، كان لابد من شق جدار البطن، فكان يأتى واحد يشق بطن المتوفى ويجرى، ويتظاهرون بالجرى وراءه باللعنات «ديودورس الصقلى». عرفت عايدة بالحكم على حبيبها بالإعدام، فتركت والدها، وعادت إلى راداميس، ودفنت نفسها بجواره، وتبادل الحبيبان الحب لآخر مرة، وفى الثنائى الختامى الأوبرالى: وداعًا: حياة الحزن والبؤس والشقاء. بدعوة كريمة من دينا فاروق مخلوف لصاحب هذه المقالة وابنته أفروديت، وصديقه أ. د. هشام قدور قادمًا من إنجلترا، كان صوت كبيرة الكهنة داليا فاروق مخلوف يصدح بالأناشيد الأوبرالية من وراء الأنظار. اقرأ أيضاً… أنا فيردى من عالمى الآخر أتقدم بالشكر لأستاذ الكورال أنستازيا شيتسكو، ومصمم الرقصات أرمينيا كامل، ومصمم الديكور عبدالمنعم المصرى، ومصمم الإضاءة ياسر شعلان، صوت محمود عبداللطيف، قيادة ديفيد كريشينزى، إخراج هشام الطلى، إشراف د. إيمان مصطفى، المدير الفنى لفرقة أوبرا القاهرة، وأخيرًا تعليق د. رشا طموه. دار الأوبرا الخديوية التى احترقت قام بتصميمها مهندسان إيطاليان هما أفوسكانى وروسى، وكنت مترددًا فى القيام بهذه الأوبرا، ولكن مارييت باشا أقنعنى بالقيام بها مقابل ١٥٠ ألف فرنك من الذهب، وقد تم تصميم ديكور وملابس أوبرا عايدة فى باريس، وتكلفت ٢٥٠ ألف فرنك. هناك مثل فرنسى يقول: المال يصنع الحروب، ولكنى أقول: والفن أيضًا.