كتبت نجوى نصر الدين
العنف واللائحة العقيمة
شاهدت على إحدى صفحات السوشيال ميديا فيديو متداول لبعض الطلاب بالمرحلة الاعدادية فى أخر يوم امتحان
يقومون بتكسير الفصل والقاء الديسكات من أحد الأدوار العليا غير مبالين أن تقع هذه الديسكات على آخرين وغير مبالين ولاخائفين من المعلمين أو من إدارة المدرسة
ومن الممكن أن يدفع أخرون حياتهم ثمنا لانهيار الاخلاق وغياب الانتماء وتغييب القيم
وفيديو اخر لطلبة يرقصون فى الفصل دون خوف أو حتى احساس بأنهم أخطئوا مما يجعلنا أمام ظواهر سلبية تدعونا للتأمل ودراسة مثل هذه الاحداث
ونتساءل ما الذى دفع هؤلاء الطلبة أن يفعلوا ذلك؟ هل هى كراهية للمدرسة؟ أم قلة تربية ؟!أم عدم اهتمام من الآباء والأمهات بتربية الاولاد وتنشئتهم على الصح والخطأ ؟! أم أننا لم نستطع غرس قيم الولاء والانتماء للوطن!!
واتعجب أيضا لماذا يكرهون المدرسة!؟ على الرغم من أن الضرب ممنوع والعقاب النفسي أيضا ممنوع
وبالرغم من وجود لائحة اسمها لائحة الانضباط الا أنها
غير شافية ولا كافية لإعادة الانضباط داخل المدارس وخاصة مدارس البنين حيث أن مدارس البنات لايوجد فيها عنف تقريبا
فلائحة الانضباط لا تعطى الهيبة للمدرسة وحق الطالب فيها مقدم على حق أى شخص ينتمي للعملية التعليمية
إذن لاتوجد أسباب لكراهيتهم للمدرسة إذن للموضوع جوانب أخرى
الموضوع جد وخطير وبعد تدبر وتأمل
وجدت أن مجتمعنا قد طرأت عليه تغييرات فى العشر سنوات الماضية حيث انهارت قيم وسلوكيات قويمة وعادات جيدة
وحل محلها سلوكيات غريبة على مجتمعنا
حيث اعلام متدنى يصدر العنف لأولادنا بكل صوره ضرب سنج مخدرات ادمان
ضرب الرجل للمرأة انحلال الأخلاق و أفلام هابطة تقدم والهدف منها ضياع هذا الجيل الذى من المفترض أنه الجيل الذى سوف تستند عليه البلد فى الدفاع عنها وعن مقدراتها وعن قيمها
لقد انهارت قيم أولادنا وتحولوا إلى أشخاص عدوانيين
أصبحوا تلاميذ لعبده موته ومحمد رمضان والشخصيات التافهة التى طفت على السطح وقلدها الشباب للاسف دون وعى ودون ادراك
بوجود نماذج شبابية جيدة وقدوة حسنة من الممكن أن يسيروا على نهجهم
إنها مرحلة تخبط وعدم ادراك وعدم انتماء لهذا الوطن فى ظل غياب القدوة الحسنة
رجعت بالذاكرة إلى سنوات سابقة وتذكرت كيف كان الطلاب يقومون بتزيين الفصول وعمل اللوحات الفنية الجميلة
ولايجرؤ أحد على تقطيعها كذلك كان احتفال الطلبة بالمناسبات داخل الفصل دون أدنى مشكلة وكان ذلك الجيل يشترى الحلوى بمصروفه ويقومون بتوزيعها على أصدقائهم دون عنف أو عدوان وبكل حب وهدوء
وكان الطالب يقف للمعلم تبجيلا وكانت العلاقة أبوية
بين الطالب والمعلم
أين نحن الآن من علماء مصريين عظماء ملأوا العالم بالعلم فى أنحاء العالم
إن الواقع الحالي لايبشر بالخير وإن لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة وخطوات إيجابية سيزداد العنف
وهذه بعض المقترحات التي من الممكن أن يكون لها صدى لدى المسؤولين عن التعليم
أرجو أن تتسع الصدور لسماعها
وعلى سبيل المثال
تحويل جميع مدارس الجمهورية بنين إعدادى وثانوى إلى عسكرية
فقد تلاحظ أن المدارس العسكرية لايوجد بها عنف وإن وجد فنسبته
قليلة جدا
تعديل لائحة الانضباط لتكون رادعة وليست كما هى الان لاتمثل ردع وانما تمثل عقاب غير ذات قيمة
عمل إقرار على ولى الأمر عند تقديم أوراق الطالب فى المدرسة
أنه فى حالة تعامل الطالب بسلوك مشين أو عدوانى سواء مع زملائه أو مع معلمينه يتم تغيير مساره أو يحرم من دخول الامتحان
ويكتب فى هذا الإقرار أنه فى حال قيام الطالب بتكسير أحد المقاعد أو إتلاف المرافق يكون ولى الأمر ملزما بدفع مصاريف الإصلاحات
وفى الإقرار أيضا
إذا تم إثبات وجود سلاح أبيض مع الطالب يتم إحالته لنيابة الاحداث لانه فى هذه الحالة يصبح خطرا على زملائه
ويقوم ولى الأمر والطالب بالتوقيع وفهم هذه البنود
وبالتالي لن يقوم الطالب بمخالفة اللوائح والقوانين خوفا من غضب الاب وتقل نسبة العنف
يتم أيضا عمل بروتوكول تعاون مع الإعلام والتليفزيون بتقديم نماذج إيجابية فى أعمار طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية يكون لهم تميز معين سواء فى العلم او الرياضة أو لديهم موهبة
وتقديم برامج توعية تربوية تناسب هذا السن الخطير
كما أطالب بعودة التربية الدينية والوطنية والاهتمام بوجود معلم متخصص أو شيخ من الازهر يقوم بتدريسها
عودة هيبة المعلم واحترامه وتقديمه بصورة جيدة ومناسبة فى الإعلام
ورفض اى عمل ينال من هيبة المعلم مربى الاجيال
إن المقترحات كثيرة
ولكن لابد من نعترف أننا أمام مشكلة حقيقية هى عدم انتماء أولادنا لبلدنا العظيم
ونعترف أننا فشلنا فى تعليمهم كيف ينتمون لهذا البلد ؟وكيف يكون الولاء؟ وكيف يحافظون على مرافق الدولة؟ سواء داخل المدرسة أو خارج نطاق المدرسة
وفى نهاية مقالى اتمنى أن أكون قد أرسلت رسالة فيها المشكلة وفيها الحلول التى هى من وجهة نظري مناسبة للحد من العنف
وفق الله ولاة أمورنا لما فيه الخير وصلاح الأبناء
وتمنياتى بجيل يعرف معنى الانتماء ويعرف كيف يحب بلده
المقال له بقية
تحياتي
نجوى نصر الدين