كتبت نجوى نصر الدين
*الخطُّ هندسةٌ روحانيةٌ، وإنْ ظهَرت بآلةٍ جِسمانية، فهو حُلِيٌّ تصوغه اليدُ من تِبْر العقل، وبِنُور الخط تُبصَرُ الحكمة.
ورغم أنّه صورة ضئيلة لكنّ فوائده جليلة، فهو صورةٌ روحُها البيان، ويدُها السرعة، وقدمُها التسوية، وجوارحُها معرفةُ الفصول.
الخطُّ عِقالُ العقل، وهو وجهٌ أبهرهُ العقلُ بواسطة الحسن،
فبالخط يُدرَكُ مرادُ النفس، ومِنْ مَنْهَله تُرْوى العقولُ الظامئةُ إلى الحكمة.
أمّا القلم فأحدُ الألسُنِ، وهو لسان اليد ولسان الغائب ولسان العقل، وهو بريد القلب، يخبر بالخبر ويَنْظر بلا نَظَر
فالقلمُ شجاعٌ يمُجّ السمَّ والعسلَ، وأصمُّ يسمع النجوى، وأخرسُ يُفصحُ الدعوى، وجاهلٌ يعلمُ الفحوى، وهو طبيبُ المنطق، مطيّة الذّهن، سفيرُ العقل ورسولُه الأنبل، ولسانُه الأطولُ، وترجمانُه الأفضلُ… يَزُفّ بَنات القلوبِ إلى خُدورِ الكُتُب.
والقلمُ أنفُ الضمير، إذا أُرعِف أَعلن وأبان آثاره. يخدمُ الإرادة، ولا يمَلُّ الاستزادة، يسكتُ واقفاً وينطقُ سائراً.
فعقول الرجال تحت أقلامها، وصريرُ الأقلام أشدُّ من صَليلِ الحُسامِ . والأقلامُ مطايا الفِطن… وبِبُكاء الأقلام تَتَبسّمُ الكتبُ.
تحياتي
نجوى نصر الدين