حقيقةً، لم ألتَقِ الرجلَ من قبلُ، كنتُ فقط أسمع اسمه وذِكْرَه الطيّب عند الحديث عن أيّ شأن يخصّ أهلنا وأحبتنا بناحية السنابسة. لكن حين جلستُ إليه – قبل أيام – في “الساحة العامرة” و”دردشنا” لنحو ساعة، أحسستُ كأنّني أعرفه منذ زمن، فالرجل في غاية البشاشة والتواضع والذكاء وسرعة البديهة. وُلد العميد إسماعيل محمود إبراهيم إسماعيل، وشهرته الكابتن إسماعيل السنبسي، في 1/1/1953، بناحية السنابسة، في أسرة عريقة الجذور طيّبة الأصل، وكان والده “شيخ بلد” بالناحية، ومن المثقّفين القلائل وقتها؛ حيث كان مواظبًا على اقتناء مجلة العربي الكويتية ونظيراتها المصريات شهريًّا وأسبوعيًّا، فضلًا عن متابعة الصحف اليومية بشكل دائم. في البيئة المحيطة، وجد الفتى الصغير إسماعيل نفسَه وسط عائلة بها 11 شخصًا يرتدون البدلات العسكرية بشياكتها و”نسورها ودبّوراتها”، 7 منهم كانوا في سلاح البحرية، فتمنّى في قرارة نفسه أن يكون مثلهم، ولمّا حانت لحظة تقرير المصير، رفض الوالد هذا التوجّه؛ غير أنه وافقَ بعد حين، أمام إصرار ابنه على أن يكون مثل أقربائه… “حضرة الضابط”! في 16 أكتوبر 1971 التحق الشابّ إسماعيل بالكلية الحربية، وتخرَّج فيها مع مطلع أغسطس عام 1973، ليتمّ تعيينه بالسويس ضمن سلاح المدفعية، وليكون في طليعة القوات المشاركة في حرب أكتوبر المجيدة، ومن أبرز القادة الذين عمل معهم الفاتح كُرَيّم، قائد المنطقة الجنوبية العسكرية سابقاً. تزوّج الضابط الشاب وأكرمه الله بثلاثة من الأبناء، وتدرّج في ترقيات الوظيفة ومسؤوليات الواجب الوطني، في حين كبر الأبناء وكثرُت متطلباتهم، ومِن أبرزها حاجتهم الماسّة إلى وجود الأب بينهم، فأصبح أمام معادلة صعبة، وبعد صراع نفسي عميق، آثر مصلحة الأبناء، ومع حصوله على رتبة عميد، ترك الحياة العسكرية في 1/1/1998، ليصبح عميداً للعائلتين الصغرى (أسرته) والكبرى (السنابسة)، وفي أوج عهد حسني مبارك، اختير أمينا للحزب الوطني الحاكم وقتها عن مركز الوقف. يرى الكابتن إسماعيل في العميد أركان حرب بحري عبدالوهاب أحمد إسماعيل مثلَه الأعلى وقدوَته في الحياة، في حين يشعر بامتنان شديد تجاه أستاذه/ أستاذ الأجيال الراحل أبوالقاسم السايح، يرحمُه الله، كما يتذكّر – بكل خير – الأستاذ المراغي، ابن سوهاج الذي درّسه مادة العلوم في مراحل الدراسة المتوسطة. يعشق “الكابتن” القراءة والاطّلاع، وورث عن والده الرّاحل عشق مجلة العربي، التي ظلّ يتابعها ردحًا من الزّمن، كما تستهويه كثيرًا كتابات هيكل وأنيس منصور. يعتبر أهل السنابسة الكرام الكابتن إسماعيل بمنزلة الأب الرُّوحي لهم، وهو وإن كان يقضي نهاره متابعًا زراعات أرضه وحصادها، فإنّه يقضي ليلَه بالسّاحة الكبيرة لمناقشة المشكلات اليومية والعمل على حلّها، وذلك مع خبرته الحياتية الممتدة وثقافته وعلاقاته المتشعّبة، فضلاً عمّا يحظى به من تقدير واحترام وتوقير. من أعزّ أصدقائه الحاج دردش قليعي، المقيم بالقاهرة، وعمدة القلمينا ورمزها الراحل العمدة صلاح، يرحمه الله، الذي يرى فيه أنه “شخصية استثنائية لن تتكرر”، مؤكدًا أن تاريخ القلمينا بدأ بوجود “عميد العُمَد”. تخرّج محمد (الابن الأكبر للعميد)، مهندسًا مدنيًّا، في حين يعمل كلٌّ من شقيقيه أحمد وصلاح محاسبًا، ويقيمون جميعًا بالقاهرة. يؤمن الكابتن بحكمة مشهورة تنطبق عليه هو نفسُه، وهي “اجعل مَن يراك يدعو لمَن ربّاك”.
نقلا عن شخصيات لا تنسي الاستاذ خالد ربيعي المحترم الذي يقوم بذكر تاريخ الشخصيات العامة واليوم يقوم بذكر علم من اعلام مركز الوقف وهو اللواء اسماعيل بيه السنبسى وهو من الشخصيات التي تخدم الوطن والمواطن حفظه الله واطال الله في عمره ومتعه الله بالصحة والعافية وطول العمر الذي نفخر به جميعا .